شرح درس أساليب حل الصراعات ومواجهة الإحباطات | علم نفس ثانيه ثانوي

الوحده الثانيه أساليب حل الصراعات ومواجهة الإحباطات

عندما يواجه الإنسان مواقف "الإحباط" (وجود عائق يمنع تحقيق الهدف) أو "الصراع" (الحيرة بين هدفين أو أكثر)، فإنه يعيش حالة من "القلق" والتوتر.

ولكي يتغلب الإنسان على هذا التوتر ويستعيد توازنه النفسي، فإنه يلجأ إلى نوعين من الأساليب: أساليب "مباشرة" وواعية تهدف إلى حل المشكلة نفسها، وأساليب "غير مباشرة" ولاواعية تهدف فقط إلى تخفيف التوتر النفسي.

أولاً: الأساليب المباشرة (حل المشكلة)

هي الأساليب "الواعية" و "الإيجابية" التي يلجأ إليها الإنسان، والتي تهدف إلى "حل المشكلة" نفسها وإزالة العائق بشكل فعلي، بدلاً من الهروب منها.

بذل الجهد وإزالة العائق

هذا هو الأسلوب الأكثر إيجابية. عندما يواجه الفرد عائقاً يمنعه من الوصول لهدفه، فإنه "يضاعف الجهد" والمحاولة، ويطور من مهاراته، ويستغرق وقتاً أطول في العمل للتغلب على هذا العائق والوصول إلى هدفه.

مثال: الطالب الذي يرسب في الامتحان (إحباط)، فبدلاً من اليأس، يقوم بـ "بذل جهد أكبر" في المذاكرة وتنظيم وقته (إزالة العائق) حتى ينجح في المرة القادمة.

البحث عن طرق أخرى للوصول إلى الهدف

هنا، يدرك الفرد أن بذل الجهد في نفس الطريق المسدود لن يجدي نفعاً، فيقوم "بمرونة" بتغيير الطريقة أو الأسلوب للوصول إلى "نفس الهدف".

مثال: شخص هدفه "تحقيق الثراء" (الهدف)، ولكنه فشل في مشروعه التجاري الخاص (الطريق الأول). فبدلاً من الاستسلام، يبحث عن "طريق آخر" لتحقيق نفس الهدف، مثل استثمار أمواله في البورصة.

استبدال الهدف بغيره (هدف بديل)

يلجأ الفرد إلى هذا الأسلوب عندما يتأكد أن الهدف الأصلي "مستحيل التحقيق" أو "يفوق قدراته" الحقيقية. بدلاً من إضاعة العمر في محاولة فاشلة، يقوم "باستبدال" هذا الهدف بهدف آخر "واقعي" يمكن تحقيقه ويتناسب مع قدراته.

مثال: الطالب الذي فشل مراراً في الالتحاق بكلية الطب (هدف)، يقرر استبدال الهدف والالتحاق بكلية التمريض (هدف بديل) ويتفوق فيها.

(سؤال مقالي):
شاب حاول كثيراً تعلم العزف على آلة الجيتار ولكنه فشل (إحباط)، فقرر تحويل جهده لتعلم العزف على آلة البيانو ونجح في ذلك.
إلى أي أسلوب مباشر من أساليب حل الإحباط يشير هذا الموقف؟ ولماذا؟

ثانياً: الأساليب غير المباشرة (الحيل الدفاعية)

هي مجموعة من الأساليب "اللاشعورية" (تحدث دون وعي) التي يلجأ إليها "الأنا" (جزء من الشخصية) كوسيلة "دفاعية" لتخفيف حدة القلق والتوتر الناتج عن الإحباط والصراع.

خصائص الحيل الدفاعية

هذه الحيل **لا تحل المشكلة** من جذورها، بل هي "مسكنات" مؤقتة.

الإفراط في استخدامها والاعتماد عليها بشكل دائم يُعد مؤشراً على "الاضطراب النفسي"، لأنها تشوه الواقع وتمنع الفرد من مواجهة مشكلاته الحقيقية.

الكبت

هو الحيلة الدفاعية الأساسية التي تعمل في الخفاء. "الكبت" هو عملية "نسيان لاشعوري" للذكريات المؤلمة، أو الأفكار المخيفة، أو الرغبات غير المقبولة، حيث يتم دفعها من "الشعور" (الوعي) إلى "اللاشعور" (العقل الباطن) حتى لا تسبب لنا القلق.

(علل): لماذا تُعتبر الحيل الدفاعية سلاحاً ذا حدين؟

تابع: الحيل الدفاعية (الإعلاء، التعويض، التبرير)

تتعدد أشكال الحيل الدفاعية التي نستخدمها لتخفيف التوتر.

الإعلاء (التسامي)

تُعد هذه الحيلة من "أنضج" الحيل الدفاعية. وفيها يتم "الارتقاء" بالدوافع والرغبات غير المقبولة اجتماعياً (مثل العدوانية الشديدة) وتحويلها إلى طاقة إيجابية ونشاط مقبول اجتماعياً وثقافياً.

مثال: الشخص الذي يمتلك دوافع عدوانية قوية (غير مقبولة)، قد يوجه هذه الطاقة ليكون "بطلاً رياضياً" في الألعاب القتالية (مثل الملاكمة)، أو "جراحاً" ماهراً.

التعويض

هو حيلة لاشعورية يلجأ إليها الفرد لـ "تعويض" شعوره بالنقص أو الفشل في مجال معين، عن طريق "المبالغة" في التفوق في مجال آخر.

مثال: الطالب الذي يعاني من ضعف في التحصيل الدراسي (نقص)، قد يحاول "تعويض" ذلك بالتفوق الرياضي الباهر ليحظى بتقدير زملائه.

التبرير

هو إعطاء "أسباب منطقية" أو "أعذار مقبولة" ظاهرياً لسلوكنا الخاطئ أو فشلنا، لإخفاء الأسباب الحقيقية غير المقبولة. إنه نوع من "خداع الذات" لتبرير الفشل.

مثال: الطالب الذي يرسب بسبب إهماله (سبب حقيقي)، يبرر ذلك بأن "الامتحان كان صعباً جداً" أو أن "المعلم يضطهده" (تبرير).

اختر الإجابة الصحيحة:
يقول المثل الشعبي "اللي ما يعرفش يرقص يقول الأرض عوجة". يجسد هذا المثل أحد الحيل الدفاعية وهي...
(أ) الإعلاء
(ب) التبرير
(ج) التعويض
(د) الإسقاط

تابع: الحيل الدفاعية (الإزاحة، الإسقاط، التقمص)

تستمر الحيل الدفاعية في أشكالها المتعددة التي تتضمن التعامل مع الآخرين.

الإزاحة (الإبدال)

هي نقل الانفعالات (خاصة الغضب) من مصدرها الأصلي (الذي يكون غالباً قوياً أو خطيراً ولا يمكن مواجهته) إلى مصدر آخر "آمن" أو "بديل" لا يمثل تهديداً.

مثال: الموظف الذي يوبخه رئيسه في العمل (مصدر أصلي قوي)، لا يستطيع الرد عليه، فيعود إلى المنزل و "يزيح" غضبه نحو زوجته أو أولاده (مصدر آمن).

الإسقاط

هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد ما بداخله هو من "عيوب" أو "صفات غير مقبولة" أو "رغبات آثمة" إلى الآخرين، ويلصقها بهم ليتخلص من القلق المصاحب لها.

مثال: الشخص البخيل (صفة غير مقبولة) قد يتهم كل من حوله بأنهم "بخلاء". أو الشخص الذي يفكر في خيانة الأمانة يتهم زملاءه بأنهم "غير أمناء".

التقمص (التوحد)

هو عملية لاشعورية يتبنى فيها الفرد صفات أو سلوكيات شخص آخر يحبه أو يعجب به، لدمجها في شخصيته.

مثال: تقمص الابن لصفات وسلوكيات والده الذي يعتبره مثله الأعلى، أو تقمص المراهق لسلوكيات نجمه المفضل.

(سؤال مقالي):
"الزوج الخائن الذي يتهم زوجته دائماً بالخيانة".
إلى أي حيلة دفاعية يشير هذا الموقف؟ ولماذا يلجأ إليها هذا الشخص؟

تابع: الحيل الدفاعية (النكوص، الإنكار)

تعتبر هاتان الحيلتان من أكثر الحيل بدائية، لأنهما تتضمنان ارتداداً عن الواقع.

النكوص

هو "الارتداد" أو العودة إلى مستوى غير ناضج من السلوك، أي التصرف "كالأطفال" عند مواجهة الإحباط أو الصراع. يلجأ الفرد إلى سلوكيات كانت تشعره بالأمان في مرحلة عمرية سابقة.

مثال: الطفل الكبير الذي يعود إلى "التبول اللاإرادي" (نكوص) بعد ولادة أخ جديد له، لجذب الانتباه الذي فقده. أو الرجل البالغ الذي "يبكي ويصرخ" عندما لا يحصل على ما يريد.

الإنكار

هو "الرفض اللاشعوري" للاعتراف بوجود واقع مؤلم أو حقيقة مهددة لا يستطيع الفرد تحملها.

مثال: الشخص الذي يتم تشخيصه بمرض خطير، فيقوم بـ "إنكار" التشخيص تماماً ويتصرف كأن شيئاً لم يكن، ويخبر أسرته أن الطبيب مخطئ.

اختر الإجابة الصحيحة:
عندما يرفض المدمن الاعتراف بأنه مدمن، ويصر على أنه يستطيع التوقف متى شاء، فإنه يستخدم حيلة...
(أ) النكوص
(ب) التبرير
(ج) الإنكار
(د) الإزاحة