شرح درس الإحباط والصراع والقلق وأساليب التوافق | علم نفس ثانيه ثانوي
الإحباط والصراع والقلق وأساليب التوافق
تُعد هذه المفاهيم من أهم موضوعات علم النفس، لأنها تصف الحالة الإنسانية في مواجهة تحديات الحياة. فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وكثيراً ما نواجه عوائق تمنعنا من تحقيق أهدافنا (وهو ما يُعرف بـ "الإحباط")، أو نقع في حيرة بين اختيارين (وهو ما يُعرف بـ "الصراع").
نتيجة لهذه المواقف، تنشأ لدينا حالة من التوتر والترقب تُعرف بـ "القلق". ولكي نستعيد اتزاننا النفسي، نلجأ إلى استخدام "أساليب التوافق" المختلفة، سواء كانت أساليب مباشرة لحل المشكلة، أو أساليب غير مباشرة (دفاعية) لتخفيف التوتر.
أولاً: الإحباط
الإحباط هو الحالة الانفعالية أو الشعور بالضيق الذي يمر به الفرد عندما يواجه "عائقاً" يقف بينه وبين هدفه، ويمنعه من إشباع حاجته أو دافعه.
العوامل المؤدية للإحباط
تنقسم العوائق التي تسبب الإحباط إلى نوعين رئيسيين:
- عوامل خاصة بالفرد (داخلية): وهي عوائق تنبع من داخل الشخص نفسه، وتتعلق بوجود "قصور" أو نقص في قدراته أو مهاراته.
مثال: فشل شخص في الالتحاق بكلية الطيران بسبب "ضعف في الإبصار" (قصور جسدي)، أو رسوب طالب في الامتحان بسبب "عدم امتلاكه" لمهارات المذاكرة (قصور عقلي). - عوامل خاصة بالبيئة (خارجية): وهي عوائق مفروضة من العالم الخارجي، وتتعلق بظروف خارجة عن إرادة الفرد.
مثال: رغبة شخص في بناء مشروع ولكن "الظروف الاقتصادية" الصعبة تمنعه، أو وفاة الوالد الذي كان يمثل مصدراً للدعم.
(سؤال مقالي):
عندما يرفض الأب سفر ابنه للخارج لإكمال دراسته، بالرغم من تفوقه الدراسي، يُصاب الابن بالإحباط.
صنّف عامل الإحباط في هذا الموقف (هل هو داخلي أم خارجي؟). ولماذا؟
ثانياً: الصراع
الصراع هو حالة انفعالية غير سارة تنشأ من "الحيرة" أو "التردد"، عندما يحاول الفرد الاختيار بين اتجاهين أو هدفين أو دافعين متعارضين، وغالباً ما يكونان متساويين في القوة.
أنواع الصراع
يوجد أربعة أنواع رئيسية للصراع، بناءً على طبيعة الأهداف:
- صراع الإقدام-الإقدام
هو أسهل أنواع الصراع. يحدث عندما يكون الفرد مضطراً للاختيار بين "هدفين كلاهما جذاب" (كلاهما إيجابي).
مثال: الحيرة بين قبول وظيفتين ممتازتين، أو الاختيار بين مشاهدة فيلم ممتع أو الخروج مع الأصدقاء. - صراع الإحجام-الإحجام
هو أصعب أنواع الصراع. يحدث عندما يكون الفرد مجبراً على الاختيار بين "أمرين كلاهما منفر" (كلاهما سلبي).
مثال: المريض الذي يخيره الطبيب بين "تحمل ألم المرض" أو "إجراء جراحة خطيرة". - صراع الإقدام-الإحجام
هو صراع شائع جداً. يحدث عندما يكون الهدف "الواحد" "جذاباً ومنفراً في نفس الوقت" (له جوانب إيجابية وأخرى سلبية).
مثال: الرغبة في أكل الحلوى (إقدام) والخوف من زيادة الوزن (إحجام). - صراع الإقدام-الإحجام المزدوج:
هو الأكثر تعقيداً. يحدث عندما يختار الفرد بين "هدفين كلاهما يمتلك جوانب إيجابية وسلبية" في نفس الوقت.
مثال: الحيرة بين وظيفة بمرتب عالٍ ولكنها في مكان ناءٍ، ووظيفة بمرتب منخفض ولكنها قرب المنزل.
اختر الإجابة الصحيحة:
تردد الشخص في تناول دواء "مر المذاق" (سلبي) للشفاء من مرض "مؤلم" (سلبي)، يُعد مثالاً على صراع...
(أ) الإقدام-الإقدام
(ب) الإحجام-الإحجام
(ج) الإقدام-الإحجام
(د) الإقدام-الإحجام المزدوج
ثالثاً: القلق (Anxiety)
القلق هو حالة انفعالية مركبة من التوتر الشديد والترقب. إنه شعور غامض وغير سار، يتوقع فيه الفرد حدوث "خطر" أو "تهديد" ما، ولكنه لا يعرف بالضبط ما هو هذا الخطر أو مصدره.
التمييز بين الخوف والقلق
على الرغم من تشابه الأعراض، إلا أن هناك فرقاً جوهرياً بينهما:
- الخوف: هو انفعال طبيعي وصحي، ويكون مصدره "خارجي" و "معروف". (مثال: الخوف من ثعبان، أو من سيارة مسرعة).
- القلق: هو حالة أشد تعقيداً، ويكون مصدره "داخلي" و "غامض" (غير معروف). إنه شعور بالتهديد دون معرفة سببه المباشر.
مظاهر القلق
يظهر القلق في ثلاثة جوانب متداخلة (تماماً مثل الانفعالات):
- من الناحية الفسيولوجية (الجسدية): زيادة ضربات القلب، اضطراب المعدة، كثرة التعرق، جفاف الحلق.
- من الناحية الانفعالية (الشعورية): الشعور بالتوتر المستمر، وعدم الارتياح، والترقب.
- من الناحية المعرفية (الفكرية): توقع حدوث مصيبة، وعدم القدرة على التركيز، والتفكير في أسوأ الاحتمالات.
(علل): لماذا يُعتبر القلق انفعالاً مركباً؟
رابعاً: مستويات القلق (Levels of Anxiety)
القلق ليس سيئاً بالمطلق، بل هو كـ "الملح في الطعام"؛ قليله مفيد، وكثيره مدمر.
القلق المعتدل (الصحي والإيجابي)
هو المستوى "الدافعي" للقلق. إنه حالة صحية تدفع الفرد إلى "بذل الجهد" و "الاستعداد" لمواجهة التحديات.
مثال: قلق الطالب "المعتدل" قبل المباراة يدفعه إلى التدريب المستمر. وقلق الطالب "المعتدل" قبل الامتحان يدفعه للمذاكرة والتحصيل. إنه قلق "مُيسِّر" للتعلم والإبداع.
القلق المنخفض (السلبي)
هو مستوى متدنٍ جداً من القلق، ويؤدي إلى "اللامبالاة" و "الكسل" و "الإهمال" وعدم الرغبة في الإنجاز.
مثال: الطالب الذي لا يشعر بأي قلق تجاه الامتحان، فإنه لا يذاكر، ويكون مصيره الفشل أو الرسوب.
القلق المرتفع (الهدام)
هو مستوى مبالغ فيه من التوتر، يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً.
يؤدي إلى: العصبية الشديدة، تشتت الانتباه، خفض الوظائف المعرفية (مثل التفكير والذاكرة)، الشعور بالعجز، وقلة الحيلة.
مثال: الطالب الذي يشعر بـ "قلق مرتفع" جداً، قد يتجمد في الامتحان وينسى كل ما ذاكره، رغم استعداده الجيد.
اختر الإجابة الصحيحة:
يقول المثل: "قليل من الخوف يدفع للأمام، وكثير منه يسبب الشلل".
يشير هذا المثل إلى مستويين من القلق هما...
(أ) المعتدل والمرتفع
(ب) المنخفض والمرتفع
(ج) المعتدل والمنخفض
(د) الموضوعي والمعتدل
خامساً: أساليب التوافق (Coping Mechanisms)
"التوافق" هو العملية الديناميكية المستمرة التي يقوم بها الفرد ليعدل سلوكه، استجابةً للضغوط الناتجة عن الإحباط والصراع والقلق، بهدف تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.
أنواع التوافق
- التوافق النفسي (الشخصي): هو مواءمة الفرد مع "نفسه". ويعني أن يكون الفرد راضياً عن ذاته، متقبلاً لعيوبه، ومتحرراً من التوترات الناتجة عن الصراعات الداخلية، وقادراً على تحقيق أهدافه الشخصية.
- التوافق الاجتماعي (البيئي): هو مواءمة الفرد مع "البيئة والمجتمع". ويعني أن ينجح الفرد في إقامة علاقات اجتماعية مُرضية مع الآخرين (في الأسرة، العمل، المدرسة) وأن يلتزم بأخلاقيات وقوانين مجتمعه.
أساليب حل الإحباط والصراع (الأساليب المباشرة)
عندما نواجه إحباطاً أو صراعاً، فإننا نلجأ أولاً إلى أساليب "مباشرة" و "واعية" تهدف إلى "حل المشكلة" نفسها.
- بذل الجهد وإزالة العائق: هو الأسلوب الأكثر إيجابية. إذا كان العائق هو "ضعف المستوى" في مادة ما، فالحل هو "بذل مزيد من الجهد" في المذاكرة وأخذ دروس إضافية.
- البحث عن طرق أخرى للوصول للهدف: إذا فشلت طريقة، نبحث عن طريقة بديلة. (مثال: إذا فشل المهندس في تصميم مدخل للمدينة من الطريق (أ)، فإنه يبحث عن مدخل آخر من الطريق (ب)).
- استبدال الهدف بغيره (هدف بديل): إذا كان الهدف الأصلي مستحيل التحقيق (بسبب عائق داخلي أو خارجي)، فمن الحكمة "استبداله" بهدف آخر بديل يمكن تحقيقه، بدلاً من تضييع الوقت والجهد في محاولة مستحيلة.
(سؤال مقالي):
عندما فشل طالب في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة بسبب ضعف قدراته في الرسم، قرر الالتحاق بكلية الآداب قسم تاريخ الفن، وتفوق فيه.
إلى أي أسلوب مباشر من أساليب حل الإحباط يشير هذا الموقف؟ ولماذا؟