الوحده الثانيه دوافع السلوك الإنساني - علم نفس ثانيه ثانوي
الوحده الثانيه دوافع السلوك الإنساني
لماذا يتصرف الناس بطرق مختلفة في الموقف الواحد؟ ولماذا تختلف استجاباتنا لنفس الموقف باختلاف الأوقات؟ للإجابة على هذه الأسئلة، يدرس علم النفس أحد أهم مفاهيمه وهو "الدوافع".
"الدافع" هو مفهوم افتراضي، أي أننا لا نلاحظه مباشرة، بل نستنتجه من السلوك. إنه "المحرك" الداخلي أو القوة الخفية التي تدفعنا للقيام بسلوك معين، بهدف "إشباع حاجة" داخلية، أو "تحقيق هدف" نسعى إليه، أو "إرضاء رغبة" كامنة.
المفاهيم المرتبطة بالدافع (الحاجة، الحافز، الباعث)
لفهم "الدافع" بشكل أعمق، يجب أن نميز بينه وبين ثلاثة مفاهيم أساسية ترتبط به ارتباطاً وثيقاً، وهي التي تشكل معاً "الدورة الدافعية".
الحاجة
"الحاجة" هي نقطة البداية. إنها تمثل شعور الفرد بـ "الافتقار" أو "النقص" لشيء ما، مما يؤدي إلى حالة من التوتر وعدم الاتزان.
مثال: افتقار الجسم للطعام، أو افتقار الفرد للتقدير الاجتماعي.
الحافز
"الحافز" هو الوجه الداخلي المحرك للدافع. إنه "الدفعة" أو "التنبيه" الذي ينشأ مباشرة من "الحاجة". الحافز هو الذي يثير التوتر ويدفعنا للتحرك.
مثال: عندما تنشأ "حاجة" للطعام، يظهر "الحافز" في شكل "تقلصات المعدة" (الجوع). وعندما تنشأ "حاجة" للماء، يظهر "الحافز" في شكل "جفاف الحلق" (العطش).
الباعث
"الباعث" هو الوجه الخارجي للدافع. إنه الشيء الموجود في البيئة الخارجية الذي يمتلك القدرة على "إشباع الحاجة" وإنهاء التوتر.
مثال: "الطعام" نفسه هو باعث لدافع الجوع. "كوب الماء" هو باعث لدافع العطش. "جائزة مالية" هي باعث لدافع الإنجاز.
العلاقة المتكاملة: الحاجة (نقص الماء) تؤدي إلى الحافز (جفاف الحلق)، الذي ينشط الدافع (العطش)، فيبدأ السلوك (البحث عن ماء)، بهدف الوصول إلى الباعث (كوب الماء).
اختر الإجابة الصحيحة:
رائحة الطعام الشهية التي تجعلك تبحث عن مصدرها، تُمثل في هذه الحالة...
(أ) دافعاً
(ب) حاجة
(ج) حافزاً
(د) باعثاً
خصائص الدوافع
تتميز الدوافع التي تحرك سلوكنا بمجموعة من الخصائص المشتركة التي تساعدنا على فهم طبيعتها.
الدوافع قوى داخلية (لا نلاحظها مباشرة)
نحن لا نرى "دافع الجوع" أو "دافع التفوق" بشكل مباشر، بل هي مفاهيم افتراضية نستدل عليها فقط من خلال "السلوك" الظاهري الصادر عن الفرد. (فنحن نستدل على جوع الشخص من سلوك بحثه عن الطعام).
الدوافع قوة محركة وموجهة للسلوك
الدوافع لا تحرك السلوك بشكل عشوائي، بل تعمل في اتجاهين:
- التحريك (التنشيط): هي التي تمد الفرد بالطاقة للقيام بالنشاط.
- التوجيه: هي التي توجه السلوك نحو الهدف الصحيح لإشباع الحاجة (فدافع العطش يوجهنا نحو الماء، وليس نحو النوم).
أولوية الدوافع (تتناسب قوة الدافع طردياً)
في الغالب، نمتلك عدة دوافع في نفس الوقت، ولكن الدافع "الأقوى" هو الذي يحظى بـ "الأولوية" في الإشباع.
مثال: إذا كان الفرد يشعر بالجوع الشديد (دافع قوي) وفي نفس الوقت يرغب في مشاهدة فيلم (دافع أضعف)، فإنه سيتجه لإشباع دافع الجوع أولاً.
الدوافع تتسم بالمرونة
الدافع مرن، بمعنى أن الفرد يمكنه تغيير سلوكه أو وسيلته إذا وجد أن الطريقة الأولى غير مجدية في تحقيق الهدف.
مثال: الطالب الذي يهدف إلى التفوق (الدافع)، إذا وجد أن طريقة مذاكرته (الحفظ) لا تؤدي للنجاح (الهدف)، فإنه يغيرها إلى طريقة أخرى (الفهم) لإشباع نفس الدافع.
الدوافع الأولية تتسم بالدورية
الدوافع الفسيولوجية (مثل الجوع والعطش) تعمل في "دورة" كاملة: (حاجة -> توتر -> سلوك -> إشباع -> هدوء)، ثم بعد فترة تعود الحاجة للظهور، وتبدأ الدورة من جديد.
(سؤال مقالي):
"اضطر اللاعب إلى تغيير خطة اللعب في منتصف المباراة عندما وجد أن الخصم يركز على الدفاع في الجانب الأيمن".
إلى أي خاصية من خصائص الدوافع (دافع الفوز) يشير هذا الموقف؟ ولماذا؟
فوائد ووظائف الدوافع
تلعب الدوافع دوراً حيوياً في حياة الإنسان، فهي ليست مجرد محركات، بل هي منظِّمات للسلوك.
الوظيفة التنشيطية (التحريك)
الدوافع هي التي "تنشط" سلوك الفرد وتعمل كـ "بطارية" تدفعه للحركة. فكلما زاد شعور الفرد بالحاجة (مثل العطش الشديد)، زادت طاقته ونشاطه للبحث عن ماء لإشباع هذه الحاجة.
الوظيفة التوجيهية
الدوافع هي "البوصلة" التي توجه السلوك نحو الهدف الصحيح. فهي تضمن أن السلوك الذي يقوم به الفرد هو السلوك المناسب لإشباع الحاجة المحددة (الجائع يبحث عن طعام، وليس عن كتاب).
الوظيفة الاستمرارية
الدوافع هي التي تمنح السلوك "الاستمرارية" والمثابرة. فهي تجعل الفرد يواصل البحث والمحاولة حتى يتم إشباع الحاجة وتحقيق الهدف، وعندها فقط يتوقف السلوك وينتهي التوتر.
(علل): لماذا يُعد دافع الجوع مثالاً جيداً لشرح وظائف الدوافع الثلاث (التنشيطية، التوجيهية، الاستمرارية)؟
أولاً: الدوافع الأولية (الفطرية)
هي الدوافع الأساسية التي نولد بها، ولا نحتاج إلى تعلمها أو اكتسابها، بل هي مرتبطة مباشرة ببقاء الكائن الحي وحفظ نوعه.
الخصائص العامة للدوافع الأولية
تعتمد هذه الدوافع على "الاتزان البيولوجي" للجسم (Homeostasis). فعندما يحدث نقص في عنصر ما (مثل الماء)، يختل التوازن، فينشأ الدافع (العطش) لإعادة الجسم إلى حالة الاتزان مرة أخرى.
الدوافع الفسيولوجية الخالصة
هي دوافع فطرية ضرورية لـ "بقاء الفرد" (حياة الإنسان نفسه).
لا يتوقف إشباعها على وجود كائن آخر، بل يقوم بها الفرد بمفرده.
أمثلة: دافع "العطش"، و "الجوع"، و "التنفس"، و "الإخراج".
الدوافع الفسيولوجية ذات الطابع الاجتماعي
هي دوافع فطرية ضرورية لـ "بقاء النوع" (استمرار الجنس البشري)، وليست ضرورية لبقاء الفرد نفسه.
يتميز هذا النوع بأنه "يتطلب وجود فرد آخر" لإشباعه.
أمثلة: دافع "الجنس" (لاستمرار النوع)، ودافع "الأمومة" (لرعاية الصغار).
اختر الإجابة الصحيحة:
يُصنف دافع "التنفس" على أنه دافع فسيولوجي خالص لأنه...
(أ) ضروري لبقاء النوع
(ب) يمكن تعلمه واكتسابه
(ج) ضروري لبقاء الفرد ولا يتطلب شريكاً
(د) مرتبط بالبيئة الاجتماعية
ثانياً: الدوافع الثانوية (المكتسبة)
هي الدوافع التي نكتسبها ونتعلمها من خلال "البيئة"، و "الخبرة"، و "التفاعل الاجتماعي"، و "التربية". إنها دوافع نفسية واجتماعية تميز الإنسان عن غيره من الكائنات.
الدوافع الاجتماعية (العامة)
هي دوافع مكتسبة ولكنها "مشتركة" بين أغلب البشر في نفس الثقافة، لأنهم يكتسبونها من خلال التنشئة الاجتماعية المشتركة.
أمثلة: دافع "الإنجاز" (الرغبة في التفوق والنجاح)، ودافع "الانتماء" (الحاجة إلى تكوين علاقات والشعور بالانتماء لجماعة)، ودافع "الفضول وحب الاستطلاع".
الدوافع الفردية (الخاصة)
هي دوافع مكتسبة أيضاً، ولكنها "تختلف من فرد لآخر" بشكل كبير، بناءً على خبرات كل شخص الفريدة.
أمثلة: دافع شخص لـ "امتلاك سيارة فارهة"، أو "جمع الطوابع" (هواية)، أو دافع شخص آخر لـ "تأليف الكتب"، أو "الرغبة في تقلد منصب قيادي معين".
(سؤال مقالي):
"يسعى طالبان في نفس الفصل (أحمد ومصطفى) إلى المذاكرة بجد، (أحمد) يسعى لذلك ليحصل على المركز الأول ويشعر بالتفوق، بينما (مصطفى) يسعى لذلك ليتمكن من شراء الدراجة التي وعده بها والده".
وضح نوع الدافع الثانوي (اجتماعي أم فردي) لكل من أحمد ومصطفى.