تعريف علم النفس وأهدافه | علم نفس ثانيه ثانوي

تعريف علم النفس وأهدافه

يُعد علم النفس من العلوم الحديثة التي تهدف إلى فهم الكائن الحي، وخاصة الإنسان. إنه العلم الذي يحاول الإجابة عن أسئلة جوهرية حول: لماذا نتصرف بهذا الشكل؟ وكيف نفكر ونشعر؟ وما الذي يدفعنا لأهدافنا؟

في هذا الدرس، سنتعرف على التعريف الدقيق لعلم النفس، ونفكك هذا التعريف إلى عناصره الأساسية (الدراسة العلمية، السلوك، المثيرات، والاستجابات)، ثم نستعرض الأهداف الثلاثة الكبرى التي يسعى هذا العلم لتحقيقها.

تعريف علم النفس (اللغوي والاصطلاحي)

كلمة "علم النفس" لها أصل لغوي يختلف عن تعريفها العلمي الحديث.

التعريف اللغوي (الأصل اليوناني)

كلمة "علم النفس" (Psychology) هي كلمة يونانية الأصل، تتكون من مقطعين:

  • (Psyche): وتعني "النفس" أو "الروح" أو "العقل".
  • (Logos): وتعني "العلم" أو "الدراسة".

وبهذا، كان المعنى الحرفي القديم لعلم النفس هو "علم دراسة النفس أو الروح".

التعريف الاصطلاحي (العلمي)

رغم تعدد التعريفات، يتفق معظم العلماء اليوم على التعريف التالي:

"علم النفس هو الدراسة العلمية لسلوك الإنسان والحيوان كاستجابة لمختلف المثيرات."

وهو أيضاً "العلم الذي يدرس سلوك الأفراد وما وراءه من دوافع وعمليات عقلية، دراسة علمية تهدف لكشف القوانين التي تفسر هذا السلوك والتنبؤ به وتوجيهه."

تحليل مصطلح "الدراسة العلمية"

عندما نقول "دراسة علمية"، فنحن نعني أن علم النفس هو "علم" له أصول ومنهج، وليس مجرد تأملات فلسفية.

الدراسة العلمية هي "أسلوب" للوصول إلى المعلومات وليس تأكيداً لها. إنها سلسلة مترابطة من "الحقائق والمفاهيم والقوانين والنظريات" التي تم التوصل إليها عن طريق "التجارب العلمية المنظمة" و "الملاحظات الدقيقة"، وليس عن طريق الانطباعات الشخصية.

اختر الإجابة الصحيحة:
يختلف التعريف اللغوي لعلم النفس عن التعريف الاصطلاحي في كون التعريف اللغوي ركز على...
(أ) السلوك القابل للملاحظة.
(ب) المنهج التجريبي في البحث.
(ج) الجوانب الروحية والعقلية المجردة.
(د) دراسة سلوك الحيوان.

تحليل التعريف: السلوك والمثيرات

يرتكز التعريف العلمي لعلم النفس على ثلاثة أعمدة رئيسية: المثير (السبب)، والسلوك (النشاط)، والاستجابة (النتيجة).

ثانياً: السلوك (الموضوع الرئيسي)

"السلوك" هو موضوع الدراسة الأساسي في علم النفس.

تعريفه: هو كل ما يصدر عن الإنسان من استجابات (ردود أفعال) رداً على مختلف المثيرات والمنبهات.

وينقسم السلوك إلى نوعين:

  • سلوك ظاهري (خارجي): هو السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه بشكل مباشر من قبل الآخرين (مثل: الكلام، المشي، الضحك، التعبير عن الغضب، ممارسة الرياضة).
  • سلوك باطني (داخلي): هو كل نشاط عقلي أو نفسي يحدث داخل الإنسان ولا يمكن للآخرين رؤيته مباشرة (مثل: التفكير، التذكر، الحزن، الفرح، الإدراك، أحلام اليقظة).

أولاً: المثير (المنبه)

"المثير" هو أي عامل (داخلي أو خارجي) يثير نشاط الكائن الحي أو يغير هذا النشاط.

وينقسم المثير إلى نوعين:

  • مثيرات خارجية (بيئية): هي التي تؤثر على الإنسان من خارجه (العالم الخارجي). قد تكون:
    • فيزيائية (طبيعية): مثل رؤية بركان، سماع صوت الرعد، الشعور بالبرد أو الحرارة.
    • اجتماعية: مثل رؤية صديق بعد غياب، أو الاستجابة لتعليمات القائد.
  • مثيرات داخلية: هي التي تؤثر على الإنسان من داخله. قد تكون:
    • فسيولوجية (جسدية): مثل تقلصات عضلات المعدة (التي تسبب دافع الجوع)، أو الشعور بالعطش.
    • نفسية: مثل الشعور بالخوف (الذي يدفع للهرب)، أو الشعور بالسعادة، أو الرغبة في التفوق.

بم تفسر: يُعد "الحزن" سلوكاً ومثيراً في آن واحد؟

أنواع الأنشطة (الاستجابات)

"الاستجابة" هي رد فعل الكائن الحي على المثيرات المختلفة. والسلوك الذي ندرسه في علم النفس هو في الحقيقة مجموعة من الاستجابات المتنوعة.

الأنشطة العقلية (المعرفية)

هي جميع العمليات الذهنية التي تساعدنا على فهم العالم، ولا يمكن ملاحظتها مباشرة.

أمثلة: التفكير، الإدراك (فهم الموقف)، الانتباه، التذكر، التخيل، وحل المشكلات.

الأنشطة الانفعالية (الوجدانية)

هي الجوانب الوجدانية والمشاعر التي تصاحب السلوك.

أمثلة: الشعور بالفرح، والحزن، والغضب، والكراهية، والحب، والخوف، والقلق.

الأنشطة الحركية (الاجتماعية)

هي جميع الاستجابات الظاهرية التي يمكن ملاحظتها.

أمثلة: اللعب، المشي، الهرب، الكتابة، التفاعل مع الآخرين، واللعب بالكرة.

(سؤال مقالي): عند سماعك لخبر نجاحك في الامتحان (مثير)، قمت بالقفز فرحاً (استجابة حركية) وشعرت بسعادة غامرة (استجابة انفعالية) وتذكرت مجهودك في المذاكرة (استجابة عقلية).
في ضوء هذا المثال، وضح العلاقة بين الأنشطة الثلاثة (العقلية والانفعالية والحركية).

أهداف علم النفس الرئيسية

لا يدرس علم النفس السلوك من أجل الدراسة فقط، بل له ثلاثة أهداف كبرى ومترابطة: الفهم، والتنبؤ، والتحكم.

الهدف الأول: فهم السلوك وتفسيره

هو الهدف الأساسي. ويعني "الإحاطة الشاملة" بكل جوانب السلوك، والقدرة على "تفسيره" من خلال ربطه بأسبابه الحقيقية.

الهدف: الإجابة على سؤال "لماذا حدث هذا السلوك؟".

مثال: فهم أن سبب سلوك "العدوانية" لدى طفل قد يكون مشاهدته المستمرة لمشاهد العنف في المنزل أو التلفزيون.

الهدف الثاني: التنبؤ بالسلوك

"التنبؤ" هو "توقع مسبق" لكيف سيكون السلوك في المستقبل، بناءً على الفهم الصحيح لأسبابه.

الهدف: الإجابة على سؤال "ماذا سيحدث، ومتى؟".

مثال: إذا فهمنا (الهدف الأول) أن سبب العدوانية هو مشاهدة العنف، يمكننا "التنبؤ" بأن هذا الطفل "من المرجح" أن يستمر في عدوانيته "إذا" استمر في مشاهدة نفس المحتوى العنيف.

الهدف الثالث: ضبط السلوك والتحكم فيه

هو الهدف النهائي والأكثر أهمية. "الضبط" أو "التحكم" هو القدرة على "تعديل" السلوك وتوجيهه، من خلال التحكم في الأسباب التي تؤدي إليه.

الهدف: تغيير الظروف (المثيرات) للوصول إلى سلوك مرغوب فيه.

مثال: بناءً على فهمنا وتنبؤنا، نقوم بـ "التحكم" في سلوك الطفل العدواني عن طريق تغيير المثيرات (مثل إبعاده عن مشاهد العنف، وتوفير برامج رياضية بديلة له)، مما يساعد في تقليل العدوانية.

الغاية الكبرى للتحكم: هي "تقليل الفاقد من الطاقات البشرية"، و "تحسين عمليات التعلم"، و "تهيئة أسباب الصحة النفسية" للأفراد.

(سؤال مقالي): "يُعد الفهم هو الهدف الأهم والأول لعلم النفس، وبدونه تسقط الأهداف الأخرى".
دلل على صحة هذه العبارة، موضحاً العلاقة بين الفهم والتنبؤ والتحكم.