تعريف علم الاجتماع وأهميته ووظيفته | علم اجتماع ثانيه ثانوي

تعريف علم الاجتماع وأهميته ووظيفته

يُعد "علم الاجتماع" (Sociology) واحداً من أهم العلوم الإنسانية، فهو العلم الذي يساعدنا على فهم المجتمع الذي نعيش فيه بشكل علمي وعميق. لقد ظهر هذا العلم كأداة لفهم التغيرات الكبرى التي مر بها المجتمع، وفهم كيفية عمل النظم الاجتماعية وتأثيرها على حياتنا.

في هذا الدرس، سنتعرف على المعنى اللغوي والاصطلاحي لعلم الاجتماع، ونتتبع الأهداف التي يسعى لتحقيقها (الوصف، التفسير، التنبؤ)، ونستكشف وظيفتيه الأساسيتين: الوظيفة العلمية (النظرية) والوظيفة المجتمعية (التطبيقية).

أولاً: تعريف علم الاجتماع (اللغوي والاصطلاحي)

يُعد العالم الفرنسي "أوجست كونت" هو أول من صاغ مصطلح "علم الاجتماع" الحديث، ووضع أسسه كعلم مستقل.

التعريف اللغوي (الأصل الاشتقاقي)

كلمة "Sociology" (علم الاجتماع) هي كلمة هجينة تتكون من مقطعين:

  • (Socio): وهي كلمة "لاتينية" تعني "مجتمع" أو "اجتماع".
  • (Logos): وهي كلمة "يونانية" تعني "علم" أو "دراسة علمية".

وبالتالي، فإن المعنى الحرفي للكلمة هو "الدراسة العلمية للمجتمع".

التعريف الاصطلاحي (العلمي)

هو "علم دراسة المجتمع دراسة علمية"، ويهدف إلى التوصل إلى "القوانين الحاكمة" لنظامه وتغيره ومشكلاته، وذلك باستخدام "المنهج العلمي السليم".

وبتعريف إجرائي آخر، هو العلم الذي يهتم بدراسة "حياة الإنسان الاجتماعية"، والعلاقات المتبادلة بين الأفراد، والتفاعلات الاجتماعية داخل الجماعات المختلفة.

(سؤال مقالي):
"يختلف علم الاجتماع عن الفلسفة في طريقة تناوله للمجتمع".
في ضوء فهمك للتعريف الاصطلاحي، وضح كيف يختلف المنهج الذي يعتمد عليه علم الاجتماع عن المنهج الفلسفي؟

ثانياً: أهداف علم الاجتماع (أهمية دراسته)

لا يدرس علم الاجتماع الظواهر الاجتماعية بشكل عشوائي، بل يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية مترابطة، تساعدنا على فهم المجتمع والسيطرة على مشكلاته.

الهدف الأول: وصف الظواهر الاجتماعية

هو الهدف الأول والأساسي. يهدف إلى "وصف" الظاهرة، أي التعرف على خصائصها كما هي موجودة في الواقع.

مثال: عند دراسة ظاهرة "تكاليف الزواج"، يبدأ الباحث بوصفها: متى بدأت؟ ما مدى انتشارها؟ وكيف تطورت عبر الزمن؟

الهدف الثاني: تفسير حدوث الظواهر الاجتماعية

هو الهدف الأعمق، ويهدف إلى "التفسير"، أي معرفة "أسباب" حدوث الظاهرة، وعلاقاتها بالظواهر الأخرى.

مثال: تفسير سبب "ارتفاع تكاليف الزواج" بربطه بالأسباب الاقتصادية (التضخم) أو الأسباب الاجتماعية (التقليد والمباهاة).

الهدف الثالث: التنبؤ بحدوث الظواهر الاجتماعية

هو الهدف المستقبلي. إذا نجحنا في "تفسير" الظاهرة ومعرفة أسبابها، يمكننا "التنبؤ" بما ستكون عليه في المستقبل.

مثال: إذا فسرنا أن "ارتفاع التكاليف" هو السبب، يمكننا "التنبؤ" بأنه إذا استمرت هذه التكاليف في الارتفاع، سترتفع معدلات "العنوسة" أو "الهجرة" أو "الجريمة".

(ملاحظة: الهدف النهائي بعد التنبؤ هو "التحكم" في الظاهرة ومحاولة علاجها).

اختر الإجابة الصحيحة:
عندما يقوم الباحث برصد عدد حالات الطلاق في السنوات العشر الأخيرة وتطور نسبتها، فإنه يحقق هدف...
(أ) الوصف
(ب) التفسير
(ج) التنبؤ
(د) التحكم

ثالثاً: وظيفة علم الاجتماع (العلمية والمجتمعية)

لعلم الاجتماع وظيفتان أساسيتان ومتكاملتان: وظيفة علمية (نظرية) تهتم بتطوير العلم نفسه، ووظيفة مجتمعية (تطبيقية) تهتم بخدمة المجتمع.

الوظيفة العلمية (النظرية)

هي الجانب الأكاديمي لعلم الاجتماع. تهدف إلى "تطوير العلم نفسه" من خلال النقد الذاتي للجهود السابقة، وتطوير نظريات ومناهج جديدة.

تركز هذه الوظيفة على "الفهم" و "التفسير"، أي الوصول إلى القوانين الاجتماعية التي تحكم الظواهر، بغض النظر عن كيفية تطبيق هذه القوانين.

الوظيفة المجتمعية (التطبيقية)

هي الجانب العملي والتطبيقي. تهدف إلى "خدمة المجتمع" وحل مشكلاته.

تقوم هذه الوظيفة بـ "استلام" القوانين والنظريات (من الوظيفة العلمية)، وتستخدمها في "فهم" مشكلات المجتمع (مثل العنف، الإدمان، التطرف)، ومن ثم "التخطيط لعلاجها" واقتراح الحلول المناسبة.

مثال: دراسة ظاهرة "التطرف الديني" (وظيفة علمية لفهم أسبابها)، ثم وضع "خطة" تتضمن مناهج تعليمية مضادة (وظيفة مجتمعية لعلاجها).

(سؤال مقالي):
"لا يمكن أن توجد وظيفة مجتمعية فعالة لعلم الاجتماع بدون وظيفة علمية قوية تسبقها."
وضح العلاقة بين الوظيفتين في ضوء هذه العبارة.

رابعاً: أهمية علم الاجتماع في الحياة العملية

لا تقتصر دراسة علم الاجتماع على الأكاديميين فقط، بل هي ضرورية لكل فرد يعيش في مجتمع، ولها أهمية عملية مباشرة.

فهم الأنماط الاجتماعية

تساعدنا دراسة علم الاجتماع على "فهم" أنماط التفاعل الاجتماعي، وكيف يفكر الناس، ولماذا يتصرفون بهذا الشكل. كما تساعدنا على فهم الثقافات المختلفة وكيفية التعامل معها.

حل المشكلات الاجتماعية

تزودنا الدراسة بالأساليب والخطط التي يمكن من خلالها المساهمة في "حل المشكلات الاجتماعية" في مجتمعنا، مثل مشكلة البطالة أو العشوائيات.

التأهيل للمهن المتصلة بالعلوم الاجتماعية

تعتبر دراسة علم الاجتماع أساسية للنجاح في العديد من المهن التي تتطلب فهماً للمجتمع، مثل:

  • الخدمة الاجتماعية.
  • القانون والسياسة.
  • الاقتصاد والإعلام.

اكتساب قدر كافٍ من المعلومات

تمنحنا الدراسة قدرة على فهم "العمليات الاجتماعية" (مثل التنافس، والتعاون، والصراع)، وكيف تؤثر هذه العمليات على سلوكنا اليومي.

(علل): لماذا يُعد التدريب على "التخطيط" أحد الفوائد الهامة لدراسة علم الاجتماع؟