شرح درس خصائص سكان العالم - دراسات 3 إعدادي

خصائص سكان العالم

يختلف توزيع السكان في العالم، كما تختلف خصائصهم الديموجرافية (خصائص السكان من حيث النمو والتوزيع)، وخصائصهم التعليمية، والصحية، والاقتصادية.

في هذا الدرس، سندرس بالتفصيل علم "الديموجرافيا" الذي يهتم بدراسة السكان من حيث معدلات المواليد والوفيات والتركيب السكاني، ثم نحلل الخصائص التعليمية والصحية والاقتصادية التي تعكس مستوى تقدم الدول.

الخصائص الديموجرافية: المواليد والوفيات

الديموجرافيا هي علم دراسة السكان، وتشمل دراسة معدلات المواليد والوفيات، وهي مؤشرات هامة لنمو السكان.

معدل المواليد في العالم

يبلغ معدل المواليد العالمي حوالي ٢٠ في الألف (كل ١٠٠٠ شخص ينجبون ٢٠ مولوداً جديداً سنوياً). يختلف هذا المعدل بشكل كبير بين القارات:

  • قارة أفريقيا: هي "أعلى" قارات العالم في معدلات المواليد (تصل إلى ٣٦ في الألف).
  • قارة أوروبا: هي "أقل" قارات العالم في معدلات المواليد (تصل إلى ١١ في الألف).

(تعليل) أسباب ارتفاع المواليد في أفريقيا: يرجع ذلك إلى انتشار "الأمية والفقر"، و "الاعتماد على الزراعة البدائية" (التي تتطلب أيدي عاملة كثيرة)، و "انتشار بعض العادات والتقاليد السلبية" مثل الزواج المبكر للإناث والرغبة في إنجاب أكبر عدد من الأبناء.

معدل الوفيات في العالم

يبلغ معدل الوفيات العالمي حوالي ٨ في الألف. يختلف هذا المعدل أيضاً بين القارات:

  • قارة أوروبا: هي "أعلى" قارات العالم في معدلات الوفيات (تصل إلى ١١ في الألف).
  • قارة أمريكا الجنوبية: هي "أقل" قارات العالم في معدلات الوفيات (تصل إلى ٦ في الألف).

(تعليل) ارتفاع الوفيات في أوروبا رغم تقدمها: يرجع ذلك ببساطة إلى "زيادة عدد كبار السن" في القارة مقارنة بالقارات الأخرى.

(تعليل) انخفاض الوفيات في مصر: انخفض معدل الوفيات في مصر ليصل إلى ٦.١ في الألف، وذلك بسبب "الرعاية الصحية" و "الاهتمام بصحة الأطفال".

العوامل المؤثرة في معدلات الوفيات

يؤثر "المستوى الصحي والخدمات الطبية" بشكل مباشر؛ فالدول التي تراعي الرعاية الصحية وحماية البيئة تقل بها الوفيات، بينما تزداد الوفيات في الدول التي تهمل ذلك وتنتشر بها الأمراض.

كما تؤثر "الحروب والكوارث الطبيعية" (مثل الجفاف والزلازل) بشكل كبير وتؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات.

الخصائص الديموجرافية: الزيادة الطبيعية

"الزيادة الطبيعية" هي الفارق (الناتج) بين معدل المواليد ومعدل الوفيات. وهي التي تحدد ما إذا كان عدد سكان القارة يزداد أم يقل.

الزيادة الطبيعية في القارات

  • قارة أفريقيا: تسجل "أعلى" معدل زيادة طبيعية (مواليد مرتفعة جداً ووفيات مرتفعة نسبياً).
  • قارة أمريكا الشمالية: تسجل معدل "منخفض" (مواليد منخفضة ووفيات منخفضة).
  • قارة أوروبا: تسجل "زيادة طبيعية صفر" (معدل المواليد ١١ في الألف = معدل الوفيات ١١ في الألف). هذا يعني أن عدد السكان "ثابت" لا يزداد ولا يقل.

الخصائص الديموجرافية: التركيب العمري

"التركيب العمري" هو دراسة عدد ونسبة كل مجموعة من سكان منطقة ما وفقاً لفئات عمرية محددة. يُقسم السكان عادة إلى ثلاث فئات.

فئة صغار السن (غير منتجة)

تضم هذه الفئة الرضع والأطفال والمراهقين (تحت سن ١٥ عاماً).

  • في الدول النامية: ترتفع نسبتهم بشكل كبير جداً (قد تصل إلى ٣٢٪ في مصر).
  • في الدول المتقدمة: تنخفض نسبتهم بشكل ملحوظ (تصل إلى ١٧٪ في السويد).

(النتائج المترتبة) ارتفاع نسبة صغار السن في الدول النامية يؤدي إلى "تحميل هذه الدول ميزانية ضخمة" لتوفير الغذاء والملبس والتعليم والخدمات الصحية لهم.

فئة سن العمل المتوسطة (منتجة)

تضم هذه الفئة السكان البالغين (من سن ١٥ إلى ٦٤ عاماً)، وهي الفئة المنتجة اقتصادياً.

  • نسبتهم متقاربة في دول العالم المختلفة.
  • توجد "أعلى" نسبة من السكان البالغين في "دول غرب أوروبا".
  • توجد "أقل" نسبة من السكان البالغين في "قارة أفريقيا" (بسبب ارتفاع نسبة صغار السن).

فئة كبار السن (غير منتجة)

تضم السكان الذين وصلوا لسن ٦٥ عاماً فأكثر.

  • في الدول المتقدمة: "ترتفع" نسبتهم (تصل إلى ١٧٪)، وذلك بسبب التقدم في الخدمات الصحية والتعليمية (مما يؤدي لزيادة متوسط الأعمار).
  • في الدول النامية: "تنخفض" نسبتهم (لا تتجاوز ٦٪).

الخصائص التعليمية للسكان

يُعد التعليم مؤشراً هاماً على مدى تقدم الشعوب، وتختلف نسب المتعلمين بشكل كبير بين الدول المتقدمة والنامية.

نسبة الأمية والتعليم

ترتفع نسبة الأمية (فوق سن ١٥) وتنخفض نسبة التعليم في الدول النامية، بينما يحدث العكس في الدول المتقدمة.

  • الدول المتقدمة: تصل نسبة المتعلمين إلى "أكثر من ٩٥٪" (مثل دول أمريكا الشمالية، أوروبا، أستراليا، اليابان، روسيا).
  • الدول النامية: تتفاوت النسب بشكل كبير:
    • تصل إلى ٧٥٪ في معظم دول أمريكا الجنوبية ودولتي جنوب أفريقيا والصين.
    • تصل إلى ٦٥٪ في مصر (بسبب زيادة الاهتمام بالتعليم ومحو الأمية).
    • تتراوح بين ٤٠٪ إلى ٦٠٪ في معظم دول أفريقيا والهند (في آسيا).

(تعليل) أسباب انخفاض التعليم في الدول النامية

هناك عادات وتقاليد تؤثر في معدل التعليم، خاصة تعليم الإناث، مثل:

  • حرمان المرأة من التعليم في بعض المناطق (حفاظاً عليها أو بسبب المعتقدات الخطأ).
  • تفضيل الزواج المبكر للإناث.

الخصائص الصحية للسكان

يُعد عدد الأطباء مؤشراً رئيسياً على الرعاية الصحية. فكلما زاد عدد الأطباء بالنسبة للسكان، دل ذلك على زيادة الرعاية الطبية.

مستويات الرعاية الصحية

تُقسم دول العالم إلى ثلاث فئات صحية:

  • دول ذات رعاية طبية "فائقة": هي الدول المتقدمة جداً مثل معظم دول أوروبا، وروسيا، ودول أمريكا الشمالية.
  • دول ذات رعاية طبية "مرتفعة": مثل مصر، والأردن، والإمارات.
  • دول ذات رعاية طبية "منخفضة": توجد في معظم دول أفريقيا (مثل النيجر وإثيوبيا)، وفي آسيا (مثل نيبال).

الخصائص الاقتصادية للسكان

تختلف الخصائص الاقتصادية لسكان العالم بسبب "تنوع الأنشطة" التي يمارسها السكان، و "دخل السكان" السنوي.

تصنيف الدول حسب الدخل الاقتصادي

يُقسم العالم إلى أربع فئات حسب مستوى الدخل:

  • دول ذات دخل اقتصادي "مرتفع" (الدول الصناعية):
    • تعتمد على الصناعة والخدمات، وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
    • يتركز سكانها في المدن في مستويات معيشية مرتفعة.
    • أمثلة: دول غرب أوروبا، ودول أمريكا الشمالية، ودول الخليج العربي (تعتمد على استخراج البترول وتصديره).
  • دول ذات دخل اقتصادي "فوق المتوسط":
    • تعتمد على التصنيع والتنمية الاقتصادية والأنشطة الأخرى.
    • أمثلة: تركيا (في آسيا)، ودول شرق أوروبا، والمكسيك (في أمريكا الشمالية)، ودولة جنوب أفريقيا.
  • دول ذات دخل اقتصادي "أقل من المتوسط":
    • تعتمد على التصنيع النامي والأنشطة التقليدية (مثل الزراعة).
    • أمثلة: الصين (آسيا)، ومصر والمغرب (أفريقيا)، والبرازيل (أمريكا الجنوبية)، وأوكرانيا (أوروبا).
  • دول ذات دخل اقتصادي "زراعي منخفض":
    • تعتمد بشكل أساسي على "الزراعة".
    • يتركز معظم سكانها في الريف.
    • أمثلة: باكستان (آسيا)، والكونغو (أفريقيا).

قوة العمل في العالم

"قوة العمل" هم عدد الأفراد الذين في سن العمل (سواء كانوا يعملون فعلياً أو يبحثون عن عمل).

يختلف توزيع قوة العمل حسب النشاط الاقتصادي:

  • في الدول المتقدمة (الغنية): تنخفض نسبة العاملين في الزراعة (تصل إلى أقل من ١٠٪ في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية)، وتزداد نسبتهم في الصناعة والخدمات.
  • في الدول النامية (الفقيرة): ترتفع نسبة العاملين في الزراعة (تتراوح من ٣٠٪ إلى ٨٠٪).
    • تصل إلى ٨٠٪ في الدول النامية بإفريقيا (مثل إثيوبيا) والسودان.
    • تصل إلى ٦٠٪ في الهند.
    • تصل إلى ٣٠٪ - ٦٠٪ في مصر وتركيا.