مزايا وعيوب النظام الرأسمالي

بسبب استخدام الآلة في المشروعات الصناعية، وصاحب ذلك تطور هائل في الفنون الإنتاجية وتنظيم العملية الإنتاجية، وزيادة إنتاج السلع الاستهلاكية بسبب الزيادة الكبيرة في السكان. وقد اتفق كافة الكتاب الاقتصاديين على أن النظام الرأسمالي قد حقق طفرة إنتاجية لم تعرفها البشرية في أي نظام اقتصادي سابق.

بسبب زيادة الإنتاج والتنوع الكبير في السلع والخدمات.

حيث يسعى النظام الرأسمالي إلى استخدام الموارد الاقتصادية على نحو يحقق التشغيل الكامل في أغلب الأحيان. وهذا أمر طبيعي في ظل اقتصاد يتسم بنظام قواه السوق، وروح المنافسة.

وازدهار روح التجديد والتطوير.

... (النص مكمل في النقطة السابقة)

ساهم النظام الرأسمالي في إزالة الفروقة القانونية بين الأفراد والطبقات والتي كانت سائدة في ظل النظم الاقتصادية السابقة (نظام الرق، والنظام الإقطاعي). وأصبحت الفروقة بين الأفراد والطبقات تقوم على أساس اقتصادي بحت وبمهارة مجهود الشخص وعمله.

١- الظاهر والباطن: وجهت إليه فبجانب المزايا والمظاهر الإيجابية التي تميز النظام الرأسمالي، وجدت بعض المظاهر والجوانب السلبية لهذا النظام كان أهمها على الإطلاق: النظام الرأسمالي وضعي يقف على قدم المساواة مع الشيوعية وغيرها من النظم التي وضعها الإنسان بعيداً عن منهج الله الذي ارتضاه لعباده من بني الإنسان.

٢- سوء أحوال الطبقة العاملة: خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث تراوحت فترة العمل ما بين عشر وأربعة عشر ساعة في اليوم. وتلك لمدة ستة أيام في الأسبوع. وكانت ظروف العمل قاسية جداً، حيث كانت النساء تعمل ساعات متساوية مع الرجال، بالإضافة إلى ذلك كانت الأجور متدنية جداً تكاد تكفي بالكاد لجعل هؤلاء العمال على قيد الحياة.

٣- ابتزاز الأيدي العاملة: وذلك أن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لقانون العرض والطلب، مما يجعل العامل معرضاً في كل وقت لأن يستبدل به غيره ممن يأخذ أجر أقل أو يؤدي عملاً أكثر.

تنظر الرأسمالية إلى الإنسان على أنه كائن مادي، وتتعامل معه بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، داعية إلى الفصل بين الاقتصاد والأخلاق.

تؤدي الحرية الاقتصادية الكاملة إلى سوء توزيع الملكية الخاصة بين أفراد المجتمع. حيث تظهر أقلية تحوز جانباً كبيراً من ثروة المجتمع، في حين تبقى أغلبية المجتمع لا تملك إلا نسبة ضئيلة من هذه الثروة.

نسب كثير من الكتاب إلى الحرية الاقتصادية كذلك إلى أنها أدت إلى تكوين احتكارات ضخمة قضت على المشروعات المتنافسة، واستأثرت بالسوق وحددت الأسعار عند أعلى المستويات ومن ثم استغلت المستهلكين لصالح المحتكرين. حيث يقوم الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها، حتى إذا ما فقدت من السوق، نزل بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز به المستهلكين.

حيث يتحكم فرد واحد من الأفراد بالسوق تحقيقاً لمصلحته، دون تقدير لمصلحة المجتمع أو احترام المصلحة العامة.

الحرية المنافسة التي يتميز بها النظام الرأسمالي، جعلت من الحياة ميدان سباق شرس يتسابق فيه الجميع من أجل تحقيق السبق ربح ممكن. الأمر الذي جعل الحياة الاقتصادية غابة كبيرة يأكل فيها القوي الضعيف. وكثيراً ما أدى ذلك إلى إفلاس الكثير من الشركات والمشروعات بين عشية وضحاها.

أدى التقدم المذهل الذي شهدته النظم الإنتاجية في ظل النظام الرأسمالي إلى الكثير من الأزمات الاقتصادية منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى الآن. وقد نشأت هذه الأزمات من زيادة الإنتاج في كل الفروع، بصورة تفوق مقدار الطلب عليها. الأمر الذي أدى إلى تكدس هذه السلع وعدم إمكان تصريفها، مما دفع بصاحب العمل إلى الاستغناء ولو بصفة مؤقتة عن الزيادة في الأيدي العاملة والتي تثقل كاهله. وبالتالي تنتشر ظاهرة البطالة وهي ظاهرة أصبحت مألوفة في المجتمع الرأسمالي.

أن الحرية الاقتصادية التي مجدها الكتاب الكلاسيك في ظل النظام الرأسمالي هي حرية شكلية وليست حرية حقيقية. فالمجتمع الرأسمالي ينقسم إلى طبقتين هما: طبقة أصحاب رؤوس الأموال (الأغنياء) وطبقة العمال (الفقراء). ونتيجة لسوء توزيع الدخول، تتفاوت الفرص أمام الأفراد فعلى سبيل المثال، فحرية العمل ليست مكفولة لجميع الأشخاص على قدم المساواة، حيث يتمتع أبناء الأغنياء بفرص الحصول على المراكز الوظيفية العالية.

يدمر النظام الرأسمالي روابط التضامن والحب بين الأفراد، ويحدث فجوة من التباغض والتضامن والحسد والحب بين الأفراد. ويوجد ويفرض هرم عنيف من المنافسة تهيمن على النفوس والأرواح. فالرأسمالية فعلا تفرض على العمال درجة من الانضباط والضبط أكثر بكثير مما يعلم أية أي ديكتاتور في عمره أن يفرضه سياسياً.

تسبب الرأسمالية بشكل دائم قيام فئات بالعيش على حساب البعض الآخر.

تنكر الرأسمالية على الأفراد فإن يكون لهم صوت فيما يخص حياتهم الخاصة.

تعد الرأسمالية إلى سياسة حرق الفائض الفائضة أو كما نسمع أحياناً إلقائها في البحر خوفاً من أن تنخفض الأسعار لكثرة المعروض. بينما هناك الكثير من شعوب مستمرة من المجاعات التي تعانيها.

يقوم الرأسماليون باستمرار بإنتاج المواد والسلع الكمالية ويقيمون لها الدعاية الهائلة دون النظر إلى الحاجات الأساسية للمجتمع. وذلك بسبب بحث هؤلاء دائماً على الربح، واستغلال جهل المستهلكين ومن هنا يمكن تصور انحراف وميل المستهلكين على إنفاق معظم دخولهم على سلع لا تعطيهم أكبر إشباع ممكن.