النظام البدائي - علم الإقتصاد

الفصل الأول - النظام البدائي

لا نهدف من دراستنا للنظم الاقتصادية القديمة إلى عرض التاريخ المفصل لهذه الأنظمة بالتفصيل، إذ أن مثل هذا العرض يستوجب دراسة البيئة التي ظهرت فيها هذه الأنظمة. فضلاً عن قلة وعدم كفاية المعلومات المتوافرة عن هذه الحقبة الزمنية. ولكن غرضنا أكثر تواضعاً من ذلك، فكل ما نهدف إليه من استعراض هذه الأنظمة القديمة هو محاولة إعطاء فكرة مبسطة عن هذه الحقبة الزمنية.

الهدف من دراسة النظم الاقتصادية القديمة

لا نهدف من دراستنا للنظم الاقتصادية القديمة إلى عرض التاريخ المفصل لهذه الأنظمة بالتفصيل، إذ أن مثل هذا العرض يستوجب دراسة البيئة التي ظهرت فيها هذه الأنظمة. فضلاً عن قلة وعدم كفاية المعلومات المتوافرة عن هذه الحقبة الزمنية. ولكن غرضنا أكثر تواضعاً من ذلك، فكل ما نهدف إليه من استعراض هذه الأنظمة القديمة هو محاولة إعطاء فكرة مبسطة عن هذه الحقبة الزمنية.

علل: لماذا لا تهدف هذه الدراسة إلى العرض المفصل للنظم الاقتصادية القديمة؟

نشأة النظام البدائي وقوى الإنتاج

يمثل النظام البدائي أول مرحله من مراحل تطور النظم الاقتصادية التي عرفها الإنسان لمواجهة المشكلة الاقتصادية. فقد عانى الإنسان البدائي خلال هذه الفترة تحت رحمة الطبيعة القاسية، والتي كثيراً ما أمعنت في قسوتها عليه.

نشأة النظام البدائي

يلف الغموض دقة هذا التحديد، ومن ثم فإن الهدف السائد لدى الإنسان البدائي هو غريزة حب البقاء والخط المتنوع من الأغراض. ولذلك فقد تمثل هدف النظام البدائي وفلسفته الاقتصادية في مجرد إشباع الحاجات الضرورية والبيولوجية لاستمرار بقاء الإنسان على قيد الحياة، والهروب من الوحوش.

وكان من نتيجة قسوة الطبيعة على الإنسان البدائي وصراعه الدائم مع الوحوش الكاسرة، وتوقف مصادر الثمرات الطبيعية، أن أصبح الإنسان البدائي إنساناً أنانياً قاسياً متوحشاً. ويحتفظ بكل حرص على ما يملك حتى يتمكن من البقاء على الحياة، ويختطف من غيره ما يمكنه تأميناً لهذه الحياة.

قوى الإنتاج

قد اعتمد الإنسان البدائي في هذه الفترة على الالتقاط والصيد في إشباع حاجاته البيولوجية. وكانت أدوات الإنتاج بدائية للغاية ومصنوعة من الأحجار أو الأخشاب أو عظام الحيوانات. لم عرف الإنسان بعد ذلك أن الاستعانة بهذه الأدوات يمكن أن توفر عليه كثيراً من الجهد والوقت، وبذلك مثلت هذه الأدوات الشكل الأول لأدوات الإنتاج أو رأس المال الذي عرفه الإنسان.

اختر - كان النظام الاقتصادي والسياسي السائد في العصر البدائي يتمحور حول:
(أ) الدولة المركزية. (ب) الإمبراطورية. (ج) العشيرة. (د) الأسرة الفردية.

خصائص قوى الإنتاج والثورة الإنسانية الأولى

وكذلك عرف الإنسان أيضاً أنه لو طور هذه الأدوات بدلاً من استعمالها على حالتها الطبيعية، لصارت أكثر فاعلية في أداء الغرض منها. وبهذا بدأت مرحله جديدة في حياة الإنسان البدائي، عرفت باسم العصور الحجرية، نسبة إلى التراث الإنساني من الأدوات الحجرية مثل الفأس الحجرية، والنشطبا الحجرية. وينسب إلى هذا العصر أيضاً اكتشاف الإنسان للنار واكتشاف الكلاب. وكلاهما سلاح زاد من سيطرة الإنسان على الطبيعة.

الثورة الإنسانية الأولى

بذلك يمكن القول بأن الثورة الإنسانية الأولى قد تميزت في أعقاب متوسطة بتراكم والاكتفاء بالاقتناع، حيث اعتبر الإنسان أن زراعة الأرض وتربية المواشي أهم النشاطات، وأهم موارد حياته لتلبية حاجاته الإنسانية. ولذلك امتاز نظام الإنتاج في هذه المرحلة بما يلي:

  1. انتشار العمل اليدوي.
  2. سعى الأفراد لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسرة الأم.
  3. انتشار التعاون في العمل لعدم وجود تخصص وتقسيم العمل.
  4. انتشار استخدام الأدوات البدائية الحجرية اليدوية.
  5. عدم وجود مدخرات.
  6. عدم وجود مواصفات مسبقة محددة للمنتجات التي يقدم الأفراد على إنتاجها.
  7. انخفاض الإنتاجية نظراً لأن العمل يتبع الكفاءة الشخصية للفرد.

ما هي "الثورة الإنسانية الأولى" التي حدثت في العصر البدائي، وما هي نتيجتها المباشرة؟

التنظيم الاجتماعي وملكية الأرض

عُرفت البشرية في هذه الفترة أول شكل من أشكال تقسيم العمل بين الرجل والمرأة، حيث اختصت المرأة بالعناية بشئون المنزل وتهيئة الطعام وصنع الملابس وتربية الأطفال، بينما اختص الرجل بكفالة الأمن في جماعته والخروج للصيد والانتقال وتربية الحيوانات ومقاومة الوحوش الضارية.

التنظيم الاجتماعي واكتشاف الزراعة

أما عن الإطار الاجتماعي الذي كان سائداً في ظل النظام البدائي فقد كان قائماً على مبدأ الحياة المشتركة والتعاون الوثيق بين أفراد الجماعة، وكان الدافع إلى هذا هو الرغبة في الحياة والحفاظ على النوع الإنساني من مخاطر الطبيعة والوحوش الكاسرة.

ومع مرور الوقت حفظت صناعة الأدوات الحجرية تقدماً كبيراً، ثم تلي ذلك اكتشاف الإنسان للمعادن مثل النحاس والحديد والبرونز، وبدأ في استخدامها في صناعة الأدوات اللازمة للإنتاج أو القتال. ثم لاحت في الأفق أهم مراحل هذه المرحلة وهي اكتشاف الإنسان للزراعة في نهاية العصر الحجري، والتي أدت إلى حدوث ثورة حضارية وثقافية وعلمية في حياة الإنسان البدائي. فلأول مرة بدأ الإنسان يتغذى بنفسه بعد أن عاش فترات طويلة كان خلالها من تقلبات الطبيعة، يلتقط ما تجود به الطبيعة عليه.

وقد كانت أدوات الإنتاج التي يستخدمها الإنسان في الزراعة بدائية للغاية ولا تتعدى العصا التي يقلب بها الأرض. إلا أنه بعد اكتشاف المعادن أحدث تطوراً كبيراً في صناعة أدوات الإنتاج. وأما عند سكن الأرض في ذلك الوقت فلم يبلغ إلا عدداً قليلاً كما لقلة ندرة ما وجد من آثار ترجع إلى هذا العهد.

ملكية الأرض

وأما فيما يتعلق بملكية الأرض فقد كانت ملكية جماعية، أي كانت ملكية الجماعة على الشيوع للأرض التي تزرعها هي القاعدة العامة. أما أدوات الإنتاج البدائية فيعتقد أن بعضها كان أيضاً مملوكاً ملكية مشتركة للجماعة أي الشيوع، والبعض الآخر كان مملوكاً ملكية فردية.

اختر - كان الشكل السائد لملكية الأرض في العصر البدائي هو:
(أ) الملكية الفردية الخاصة. (ب) الملكية الجماعية (على الشيوع). (ج) ملكية الدولة. (د) نظام الإقطاع.

علاقات التوزيع

وأما فيما يتعلق بكيفية توزيع الناتج العمل في العصر البدائي، فيعتقد طبقاً للقانون السائد في هذا الوقت، وهو قانون البقاء للأقوى. ولذا فإن توزيع الناتج الجماعي كان يتم على الشكل التالي وهو حصول الإنسان الأقوى أولاً على ما يشبع حاجته كاملة بغض النظر عمن أنتج الغذاء، قبل أن يسمح لغيره من الرجال الضعفاء بالحصول على حاجته من الغذاء. أما بالنسبة للنساء والأطفال فقد كانوا يحصلون على ما يتبقى بعد ذلك.

التطور بعد الزراعة

وكان من نتيجة اكتشاف الزراعة أيضاً أن عرف الإنسان لأول مرة معنى الاستقرار في حياته بعد أن كان متنقلاً لعصور طويلة من الزمن. ومع الاستقرار عرف الإنسان بناء الأكواخ من الأخشاب ثم اتخذ بعد ذلك من الطوب مكوناً أول شكل من أشكال القرية.

ومع الاستقرار بدأ السكان في ازدياد، ونشأت العلاقات الاجتماعية تزداد وتعقد. كما تمكن الإنسان من تطوير أدوات الإنتاج وتنويع المحاصيل التي يزرعها. وبدأت الحرف في الظهور وتمكن الإنسان من صناعة الأواني لمختلف الأغراض وشق القنوات لتوصيل المياه إلى الأرض البعيدة عن مصادر المياه إلى غير ذلك من الأعمال والتي أكدت بداية حياة خاصة.

علل: كان "قانون البقاء للأقوى" هو السائد في علاقات التوزيع في العصر البدائي.

نهاية العصر البدائي وظهور الحضارات

جديدة إستطاع الإنسان فيها التخلص جزئياً من سيطرة الطبيعة عليه وإخضاعها إلى سيطرته وتسخيرها لإنتاج الأموال الكفيلة بإشباع حاجاته.

نهاية العصر البدائي

وقد أدت هذه التطورات الحاسمة إلى نهاية العصر البدائي وميلاد عصر جديد من تاريخ البشرية الإنسانية. وهو عصر الحضارات القديمة وتركزها في وديان الأنهار الكبيرة. كحضارة مصر القديمة على ضفاف النيل وحضارة بابل على ضفاف نهري دجلة والفرات، وكذلك الحضارة الإغريقية والرومانية بعد ذلك.

عصر الحضارات القديمة ونظام الرق

وقد قامت هذه الحضارات القديمة على نظماً اقتصادية مغايرة تماماً لما كان سائداً في العصر البدائي. وعرف هذا النظام باسم نظام العبودية أو الرق، إشارة إلى انقسام المجتمع إلى سادة وعبيد وكان ذلك إيذاناً بميلاد وظهور النظام الذي ساد الحضارات القديمة. وهو "نظام الرق" وهو ما سوف نتناوله في الفصل الثاني.

اختر - النظام الاقتصادي الذي جاء مباشرة بعد نهاية العصر البدائي هو:
(أ) النظام الإقطاعي. (ب) النظام الرأسمالي. (ج) نظام الرق (العبودية). (د) النظام الاشتراكي.