الدرس الثاني الحملة الفرنسية على مصر - تاريخ الصف الثالث الثانوي

الدرس الثاني: الحملة الفرنسية في مصر (١٧٩٨ - ١٨٠١)

شرح تفصيلي لأحداث الحملة الفرنسية منذ وصولها الإسكندرية في يوليو ١٧٩٨، ومحاولات نابليون لتوطيد سلطته، مروراً بصور المقاومة المختلفة في الإسكندرية والصعيد والقاهرة، والتحالفات الدولية، وحتى جلاء الحملة في ١٨٠١.

وصول الحملة وتوطيد سلطة نابليون (يوليو ١٧٩٨م)

قبل نزول الحملة إلى الإسكندرية، عمل نابليون على توطيد سلطته في مصر لتجنب مقاومة المصريين، وذلك عن طريق منشور وزعه في يونيو ١٧٩٨م، واعتمد فيه على سياسة الترغيب والترهيب.

سياسة نابليون في منشوره

حاول نابليون تحقيق هدفين رئيسيين:

  • مجاملة الدولة العثمانية: أكد أنه لم يأتِ لمحاربة العثمانيين بل لخدمة السلطان العثماني.
  • اجتذاب المصريين لصفه: وذلك عن طريق إقناعهم بالآتي:
    • أنه جاء لمحاربة المماليك الغرباء الذين يستنزفون ثروات مصر ويظلمون أهلها.
    • أنه يهدف لإنشاء حكومة أهلية يكون الحكم فيها للمصريين.
  • التهديد والوعيد: وفي نفس الوقت، هدد بحرق القرى والمناطق التي ستحاول التعرض للقوات الفرنسية.

معلومة إثرائية (فقرة من منشور نابليون)

قال نابليون في منشوره: "إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين (يقصد المماليك)، وإنني أكثر من المماليك إيماناً أعبد الله -سبحانه وتعالى- وأحترم نبيه والقرآن العظيم... جميع الناس متساوون عند الله، وإن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط."

اختر - اتبع نابليون سياسة للمصريين في منشوره الذي وزعه قبل نزول الحملة إلى الإسكندرية معتمداً على:
(أ) الترغيب والترهيب. (ب) التهديد والقمع. (ج) اللعب على الوازع الديني. (د) مجاملة الدولة العثمانية.

الإجابة: (أ) الترغيب والترهيب.

مقاومة الحملة: الإسكندرية والمماليك

فشل منشور نابليون في تحقيق أهدافه، وبدأت المقاومة ضد الحملة بمجرد وصولها الشواطئ المصرية، أولاً من الأهالي ثم من المماليك.

مقاومة أهالي الإسكندرية

  • نزلت القوات الفرنسية الإسكندرية، وواجهت مقاومة شديدة من أهلها بزعامة حاكم المدينة، السيد "محمد كريم".
  • لكن الفرنسيين استطاعوا الاستيلاء على المدينة واعتقال "محمد كريم".
  • تم إعدام محمد كريم رمياً بالرصاص في سبتمبر ١٧٩٨م.

مقاومة المماليك (موقعتي شبراخيت وإمباب)

واصلت القوات الفرنسية زحفها نحو القاهرة، فالتقت بقوات المماليك في معركتين:

  • موقعة شبراخيت (في البحيرة):
    • واجه الفرنسيون قوات المماليك بقيادة "مراد بك".
    • نتائجها: هُزم المماليك، وتققر (انسحب) مراد بك جنوباً للدفاع عن القاهرة ورابط عند إمبابة.
  • موقعة إمبابة (بالقرب من الجيزة):
    • حدثت المواجهة الحاسمة بين المماليك (مراد بك وإبراهيم بك) والفرنسيين.
    • نتائجها: هزيمة ساحقة للمماليك، وفرار "مراد بك" إلى الصعيد، وفرار "إبراهيم بك" ومعه الوالي العثماني إلى الشام.
  • النتيجة الكلية: دخول نابليون القاهرة في يوليو ١٧٩٨م بسهولة، بعد أن خلت القاهرة من أي قوة للدفاع عنها (فراغ سياسي).

اختر - تدل مقاومة محمد كريم لقوات الحملة الفرنسية على:
(أ) ثقة المصريين في هزيمة الفرنسيين. (ب) مساندة المماليك لأهالي الإسكندرية. (ج) فشل منشور نابليون في تحقيق أهدافه. (د) الثقة في القوة العسكرية للدولة العثمانية.

الإجابة: (ج) فشل منشور نابليون في تحقيق أهدافه.

مقاومة الحملة: موقعة أبي قير البحرية ومقاومة الصعيد

بعد دخول نابليون القاهرة، واجهت الحملة تحديين كبيرين: تدمير أسطولها البحري، والمقاومة الشرسة في صعيد مصر.

موقعة أبي قير البحرية (أغسطس ١٧٩٨م)

  • الأطراف: الأسطول الإنجليزي بقيادة "نلسون" تمكن من العثور على أسطول الحملة الفرنسية الراسي في خليج أبي قير.
  • نتائجها (كارثة على الفرنسيين):
    • إغراق وتحطيم الأسطول الفرنسي بالكامل.
    • القضاء على آمال فرنسا في بسط سيطرتها على حوض البحر المتوسط.
    • حرمان الحملة في مصر من أي إمدادات تصلها من فرنسا.
    • شعر الجنود الفرنسيون بأنهم محاصرون داخل مصر.

مقاومة أهالي الصعيد

أرسل نابليون قواته لإخضاع الصعيد والقضاء على "مراد بك" الهارب، لكنه واجه مقاومة عنيفة.

  • أسباب فشل فرنسا في إخضاع الصعيد:
    • اتباع أهالي الصعيد "حرب المناوشات" والمعارك المتفرقة (الكر والفر).
    • طول الوادي (من الجيزة جنوباً)، مما أنهك قوة الفرنسيين.
    • تعاون بعض قوات المماليك (بقايا جيش مراد بك) مع أهالي الصعيد.
    • مجيء قوة محدودة من الجزيرة العربية وانضمامها للمقاومة.
  • نتائجها: استمرت مقاومة الصعيد قرابة ١٠ أشهر، وأدت إلى تعاظم الشعور الوطني ونمو الوعي القومي ضد الاحتلال.

اختر - لعبت الطبيعة الجغرافية بمصر دوراً في مقاومة الحملة الفرنسية. ينطبق مضمون العبارة السابقة على مقاومة الحملة في:
(أ) الإسكندرية والقاهرة. (ب) الوجه القبلي. (ج) شبراخيت وإمبابة. (د) الوجه البحري.

الإجابة: (ب) الوجه القبلي (بسبب طول الوادي).

مقاومة الحملة: ثورتا القاهرة

لم تقتصر المقاومة على الأطراف، بل انفجرت في قلب القاهرة مرتين، وكان للأزهر الشريف دور بارز في قيادتها.

ثورة القاهرة الأولى (أكتوبر ١٧٩٨م)

  • القيادة والمركز: قاد الأزهر الشريف الثورة، وكان مركزها.
  • الأحداث: قُتل الحاكم الفرنسي لمدينة القاهرة. اشتعلت الثورة في الأقاليم المجاورة.
  • القمع الفرنسي:
    • استخدم الفرنسيون القمع والإرهاب الشديد لإخماد الثورة.
    • اقتحم الفرنسيون الجامع الأزهر بخيولهم، مما أثار الشعور الديني لدى المصريين.
  • النتائج: تم إعدام الكثير من الثائرين.

ثورة القاهرة الثانية (مارس - أبريل ١٨٠٠م)

  • الظروف: حدثت في عهد "كليبر" (بعد رحيل نابليون). انتهز المصريون فرصة انشغال كليبر بمطاردة القوات العثمانية بعد فشل "معاهدة العريش".
  • الأحداث: قام المصريون بثورة عارمة وهاجموا معسكرات الفرنسيين.
  • القمع الفرنسي:
    • في القاهرة والوجه البحري: استطاعت القوات الفرنسية إخماد الثورة.
    • في الوجه القبلي (الصعيد): اتفق "كليبر" مع "مراد بك" على أن يحكم مراد بك الصعيد (تحت السيادة الفرنسية) مقابل إخماد الثورة هناك، فوافق مراد بك.

اغتيال كليبر (يونيه ١٨٠٠م)

  • بعد أن هدأت الأوضاع، قُتل "كليبر" على يد شاب سوري يُدعى "سليمان الحلبي"، كان يدرس في الأزهر.
  • تولى "مينو" قيادة الحملة بعد مقتل كليبر.

التحالف الدولي وحملة الشام

أدت موقعة أبي قير البحرية وتداعياتها إلى تشجيع أعداء فرنسا على التحالف لإخراجها من مصر.

التحالف العثماني الإنجليزي الروسي (١٧٩٩م)

  • تحالفت الدولة العثمانية مع إنجلترا وروسيا لإخراج الفرنسيين من مصر بالقوة العسكرية.
  • قرر التحالف إرسال حملتين:
    • حملة برية: قادمة من جهة الشام.
    • حملة بحرية: متجهة إلى الإسكندرية.

حملة نابليون على الشام (مارس ١٧٩٩م)

  • السبب: عندما علم نابليون بخبر الحملتين، قرر أن يهاجم الحملة البرية (العثمانية) في الشام قبل أن تصل إلى مصر (سياسة الهجوم خير وسيلة للدفاع).
  • الأحداث: وصل نابليون إلى "عكا" وحاصرها، ولكنه فشل في اقتحامها.
  • أسباب الفشل في عكا:
    • قوة حصانتها واستبسال أهلها في الدفاع بقيادة حاكمها "أحمد باشا الجزار".
    • مساعدة الأسطول الإنجليزي لأهل عكا بالإمدادات من البحر.
  • النتيجة: فشلت الحملة على الشام، وعاد نابليون إلى القاهرة.

موقعة أبي قير البرية (يوليو ١٧٩٩م)

  • عند عودة نابليون للقاهرة، علم بوصول الحملة البحرية (الأسطول العثماني) إلى أبي قير.
  • توجه إليهم نابليون وهزمهم هزيمة ساحقة.

قيادة كليبر ومينو

بعد موقعة أبي قير البرية، قرر نابليون العودة سراً إلى فرنسا، تاركاً قيادة الحملة في مصر لنائبه "كليبر".

رحيل نابليون (أغسطس ١٧٩٩م)

  • السبب: بسبب سماعه بالأخبار السيئة عن المتاعب التي تواجهها الحكومة الفرنسية في حربها مع النمسا وحلفائها في أوروبا.

كليبر قائداً للحملة (من أنصار الرحيل)

كان كليبر يرى استحالة بقاء الحملة الفرنسية في مصر، للأسباب التالية:

  • تناقص عدد جنود الحملة: بسبب المعارك والثورات المتعددة.
  • تجدد الثورات: تجدد ثورات المصريين (مثل ثورة القاهرة الثانية) ومقاومة المماليك.
  • مواصلة الدولة العثمانية حملاتها: إرسال العثمانيين حملات جديدة للعريش ودمياط.

معاهدة العريش (يناير ١٨٠٠م):

  • لهذه الأسباب، قرر كليبر التفاوض مع السلطان العثماني وقائد الأسطول الإنجليزي.
  • نصت على: خروج الحملة الفرنسية بأسلحتها وجنودها من مصر على نفقة الدولة العثمانية.
  • سبب الفشل: تدخلت الحكومة الإنجليزية ورفضت الاتفاق، وأصرت على أن يسلم الفرنسيون أنفسهم "كأسرى حرب".
  • النتيجة: رفض كليبر الاستسلام، وهاجم القوات العثمانية (التي دخلت مصر بناءً على المعاهدة) وطردها مرة أخرى إلى الشام.

مينو قائداً للحملة (من أنصار البقاء)

  • تولى "مينو" بعد مقتل كليبر.
  • كان على عكس كليبر، ينوي البقاء في مصر وتحويلها إلى مستعمرة فرنسية كبرى.
  • بدأ في وضع خطة إصلاحية شاملة في مجالات الزراعة، الصناعة، التجارة، الصحة، والقضاء.

جلاء الحملة الفرنسية (سبتمبر ١٨٠١م)

لم تتمكن خطط "مينو" الإصلاحية من التنفيذ، حيث أدى التحرك العسكري الإنجليزي العثماني إلى إنهاء الوجود الفرنسي في مصر.

أحداث الجلاء

  • أرسلت إنجلترا أسطولاً جديداً إلى أبي قير في فبراير ١٨٠١م.
  • انضم إلى الأسطول الإنجليزي جيش عثماني، بالإضافة إلى بعض زعماء المماليك (مثل مراد بك وإبراهيم بك).
  • لم تستطع القوات الفرنسية بقيادة مينو المقاومة، وتمت محاصرتها.
  • نجحت القوات المتحالفة في دخول القاهرة.

الرحيل النهائي

  • استسلمت القوات الفرنسية.
  • غادرت الحملة الفرنسية مصر نهائياً في ١٨ سبتمبر ١٨٠١م.

اختر - يرجع حدوث التغيير في قيادة الحملة الفرنسية بمصر أواخر القرن الـ ١٨ إلى...
(أ) تعديل الدول الأوروبية لسياستها الخارجية. (ب) نتائج ثورة القاهرة الأولى. (ج) تدمير الأسطول البحري للحملة الفرنسية. (د) وجود تهديدات عسكرية للحكومة الفرنسية.

الإجابة: (د) وجود تهديدات عسكرية للحكومة الفرنسية (التحالف النمساوي ضدها، وهو ما دفع نابليون للعودة سراً).