مشكلات اقتصادية ذات بعد سياسي | جغرافيا 3 ثانوي
مشكلات اقتصادية ذات بعد سياسي
يواجه العالم اليوم مشكلات اقتصادية عديدة مثل: الفقر والجوع، والتخلف، والجفاف، ومشكلات الطاقة.
وتعد مشكلات نقص المياه والطاقة من أهم المشكلات الاقتصادية ذات البعد السياسي، حيث إن لهما أثراً بالغاً على السلوك السياسي للدول.
أولاً: مشكلات المياه
تظهر مشكلات المياه في حالتين:
- (1) عند اقتسام المياه الإقليمية والدولية بين الدول على البحار والمحيطات.
- (2) عند الاستفادة من مياه النهر الدولي وتقسيمها بين الدول التي تشترك فيه.
(أ) مشكلات تقسيم المياه بين الدول (في البحار والمحيطات والمسطحات)
تُعد البحار والمحيطات جزءاً من المناطق الإقليمية للدولة، وتعيين هذا الحد يفصل بين ما يخضع لسيادة الدولة وبين ما يخضع لغيرها من الدول، ليس سهلاً. فقد تظهر العديد من المشكلات عند تعيينه كما يلي:
بالنسبة للدول المتجاورة
مثال:
النزاع القائم بين ليبيا وتونس عند تحديد الرصيف البحري (النفطي) بين الدولتين بعد ظهور حقول الغاز الطبيعي والبترول في هذا الرصيف، حيث:
- طالبت ليبيا أن يتجه الحد البحري إلى الشمال مباشرة في مياه هذا الرصيف.
- طالبت تونس أن ينحرف الحد البحري شرقاً بزاوية مقدارها 45 درجة تقريباً.
- أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها بأن يسير الحد البحري بين الدولتين بزاوية 26 درجة ثم بعد ذلك بزاوية 52 درجة. ويرجع ذلك إلى وجود الجزر التونسية وتغير اتجاه خط الساحل التونسي، وترتب على هذا الحكم أن أصبح لتونس حقوق أساسية في حقول الغاز الطبيعي والنفط في هذه المنطقة. (لاحظ أن الحكم الصادر لصالح تونس كان أساسه شكل دولة تونس البري البحري).
بالنسبة للدول المتقابلة
تثور المشكلات في تقسيم المساحات المائية الضيقة كالمضايق البحرية مثل:
- مضيق صقلية بين إيطاليا وتونس.
- مضيق باب المندب بين جيبوتي واليمن والصومال.
- مضيق هرمز بين عمان وإيران.
(دلل): تلعب المضايق البحرية دوراً هاماً في النزاعات بين ليبيا وتونس.
(ب) مشكلات الأنهار الدولية
أنواع الأنهار
الأنهار المحلية:
النهر الذي يجري من منبعه إلى مصبه داخل الحدود السياسية لدولة واحدة ولا تظهر مشكلة سياسية مرتبطة به، مثل: نهر السين (في فرنسا)، ونهر المسيسبي (بالولايات المتحدة الأمريكية)، ونهر بو (بإيطاليا).
الأنهار الدولية:
الأنهار التي تجري عبر الحدود السياسية لأكثر من دولة، مثل نهر النيل، أو الأنهار التي تفصل بين الدول بحيث تتخذ كحد سياسي، مثل: نهر الراين ونهر الدانوب.
أسباب النزاع على الأنهار الدولية
تتمثل في:
- حق الملاحة الدولية.
- حق اقتسام مياه النهر.
- حق صيد الأسماك.
- حق توليد الكهرباء.
نظراً لأهمية الأنهار الدولية أبرمت العديد من الاتفاقيات بين الدول، منها:
- معاهدة باريس عام 1856م.
- اتفاقية برشلونة عام 1921م.
وتم الاتفاق على حرية الملاحة في الأنهار الدولية بالأجزاء الصالحة منها.
(دلل): تُعد الأنهار الدولية هي الأكثر إثارة للمشكلات من الاتفاقيات الإقليمية والدولية.
ثانياً: مشكلات الطاقة
تُعد الموارد الطبيعية مجالاً للصراع بين الدول (وخاصة الموارد غير المتجددة مثل المعادن ومصادر الطاقة) لأنها لا تتوزع بانتظام على خريطة العالم، حيث تتركز في بعض المناطق بينما تندر في مناطق أخرى.
المصادر الأولية للطاقة (الفحم - البترول - الغاز الطبيعي)
تُعد المصادر القوى المحركة في العالم، ولكن تختلف نسبتها من إنتاج الطاقة وفي التجارة الدولية حيث نجد أن الأثر السياسي للفحم محدود على عكس البترول والغاز الطبيعي وذلك لأن:
الفحم
- يساهم بنحو 26% من إنتاج الطاقة في العالم.
- لا يدخل منه في التجارة الدولية سوى 10% فقط، لأن الدول المتقدمة هي المنتج الأول له وهي في نفس الوقت المستهلك الأكبر للطاقة.
البترول والغاز الطبيعي
- يسهمان بنحو ثلثي إنتاج الطاقة في العالم.
- يسهمان بحوالي نصف التجارة الدولية خاصة من دول العالم الثالث (الأخص منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي).
(فكر): لماذا يُعد الفحم أقل تأثيراً في العلاقات السياسية الدولية؟
مصادر الطاقة والصراعات الدولية
لعبت مصادر الطاقة دوراً بارزاً في الصراعات الدولية خاصة منذ الحرب العالمية الثانية، ويظهر ذلك بين ألمانيا من ناحية والحلفاء من ناحية أخرى، حيث لعب البترول دوراً في مسار الحرب (*) وفي اتجاه القوات المتصارعة نحو السيطرة على منابعه فاندفعت الجيوش الألمانية نحو القوقاز أملاً في الحصول على بترول تلك البلاد.
(*) استخدم العرب البترول كسلاح سياسي في حرب أكتوبر 1973م حيث قاموا بتخفيض الإنتاج بشكل تدريجي وقرروا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، فأحدث ذلك ذعراً في الدول الغربية التي شعرت فجأة بأن جهازها الاقتصادي مهدد بالتوقف لنقص البترول.
وأخيراً يمكن القول أن:
- أزمة الطاقة هي أزمة بترول في المقام الأول لظهور آثارها الدولية في مجالين رئيسيين للعلاقات الدولية هما: العلاقات الدولية بين الدول المتقدمة وبعضها، والعلاقات الدولية بين الدول المتقدمة والدول النامية.
- وبالتالي يُعد الصراع العالمي على البترول والغاز الطبيعي وراء الكثير من الأزمات الدولية والمواقف السياسية للدول على المسرح العالمي، مثل الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
(اختر):
يمثل ... مصادر الطاقة الذي لعب دوراً هاماً في النزاعات العالمية منذ نهاية النصف الثاني من القرن الـ 20 م.
(أ) الفحم (ب) الغاز الطبيعي (جـ) البترول (د) الوقود الحيوي.
ثالثاً: أهمية التعاون الدولي لمواجهة المشكلات الاقتصادية
يجب تضافر الجهود الدولية للتغلب على المشكلات الاقتصادية والمساهمة في حلها؛ لذلك ظهرت عدد من المؤسسات الدولية المهتمة بالتعاون الدولي نتعرفها فيما يلي:
المؤسسات الدولية المهتمة بالتعاون الدولي
منظمة الأمم المتحدة (UN)
من خلال برنامج الأمم المتحدة للتنمية.
صندوق النقد الدولي (IMF)
عبارة عن مؤسسة نقدية دولية، لتنظيم القضايا النقدية الدولية.
البنك الدولي للإنشاء والتعمير (World Bank)
يهدف إلى مساعدة الدول على تمويل استثماراتها لأغراض إنتاجية.
مركز التجارة الدولي (ITC)
أحد الأجهزة التابعة للأمم المتحدة، ويهدف إلى تطوير التعاون الدولي.
منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو - UNIDO)
تكرس جهودها للتنمية الصناعية في الدول النامية.
منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو - FAO)
تهدف إلى رفع مستوى التغذية وتحسين كفاءة الإنتاج والعناية بالريف بصفة خاصة.
(حدد): أوجه الشبه والاختلاف بين منظمة اليونيدو، ومنظمة الفاو.