شرح المدرسة التقليدية الأولى | علم العقاب
المدرسة التقليدية الأولى ونظرتها الثانية والحديثة
يتعين لدراسة المدرسة التقليدية أن نستعرض أولاً الظروف المصاحبة لنشأتها، ثم نتناول المبادئ التي قامت عليها، وأغراض العقوبة وفقاً لمبادئها، وأخيراً تقييم الأفكار العقابية لهذه المدرسة. في هذا الدرس، سنستعرض بالتفصيل نشأة المدرسة التقليدية القديمة، أفكارها، تقييمها، ثم ننتقل إلى المدرسة التقليدية الحديثة التي جاءت لتصلح عيوب سابقتها.
نشأة المدرسة التقليدية القديمة وانتقادها للنظام الجنائي القديم
ظهرت المدرسة التقليدية القديمة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ويرجع الفضل في نشأة هذه المدرسة إلى الأفكار التي نادى بها كل من "مونتسكيو" و "جان جاك روسو" في فرنسا، و"بيـكاريـا" في إيطاليا، و"جيرمي بنتام" في إنجلترا، و"فويرباخ" في ألمانيا.
أولاً: انتقاد النظام الجنائي لقسوة العقوبات وبشاعتها
وقد انتقد هؤلاء الكتاب والفلاسفة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي كان سائداً في هذا العصر، وامتدت هذه الانتقادات أيضاً إلى النظام الجنائي والعقابي، وقد حاولوا بأفكارهم تطوير الفكر العقابي.
و قد نشأت هذه المدرسة في وقت كانت أغراض العقوبة تتلخص في الانتقام من الجاني والردع العام، مما كان يؤدي إلى قسوة العقوبة وبشاعتها.
ومن صور هذه القسوة تعذيب الجاني واستخدام الأساليب غير الإنسانية، مثال ذلك استخدام النار لحرقه، أو قطع لسانه، بل كانت العقوبة تنفذ أحياناً في جثة المجرم، وأحياناً أخرى كانت تمتد إلى أسرة الجاني.
اختر - من أبرز صور القسوة في النظام الجنائي الذي انتقدته المدرسة التقليدية القديمة:
(أ) تطبيق عقوبة السجن فقط. (ب) امتداد العقوبة لتشمل أسرة الجاني وتعذيبه. (ج) التركيز على إصلاح الجاني. (د) مبدأ المساواة أمام القانون.
الإجابة: (ب) امتداد العقوبة لتشمل أسرة الجاني وتعذيبه.
النظام الجنائي قبل المدرسة التقليدية وأساس حق الدولة في العقاب
كان النظام الجنائي الذي سبق المدرسة التقليدية يتسم بعدة عيوب جوهرية أدت إلى ظهور هذه المدرسة كحركة إصلاحية.
ثانياً: العيوب الأخرى للنظام الجنائي القديم
كان هذا النظام يتسم بعدة عيوب أخرى يمكن إجمالها فيما يلي:
- قسوة العقوبات التي كانت تستهدف تعذيب الجاني والتي كانت تناقض الكرامة الإنسانية.
- غموض الأوامر الملكية في تحديد الجرائم والعقوبات التي توقع على مرتكبيها.
- تحكم القضاة في خلق جرائم وتوقيع عقوبات وفقاً لأهوائهم الشخصية.
- عدم مراعاة مبدأ المساواة بين الأفراد أمام القانون الجنائي.
ثالثاً: العقد الاجتماعي كأساس لحق الدولة في العقاب
وجد بيكاريا في "نظرية العقد الاجتماعي" التي نادى بها الفيلسوف الفرنسي "جان جاك روسو" أساساً لحق الدولة في توقيع العقاب؛ فقد ذهب بيكاريا في مؤلفه عن "الجرائم والعقوبات" إلى أن كل فرد من أفراد المجتمع تنازل عن جزء ضئيل من حريته للدولة عن طريق عقد اجتماعي بينهما، ومن مجموع الأجزاء التي تنازل عنها الأفراد نشأ حق الدولة في العقاب.
علل: لماذا اعتبرت المدرسة التقليدية القديمة أن أساس حق الدولة في العقاب هو "العقد الاجتماعي"؟
الإجابة: لأنها استندت إلى فكرة "بيكاريا" و "روسو" القائلة بأن الأفراد تنازلوا طواعية عن جزء صغير من حريتهم للدولة، ومجموع هذه التنازلات هو ما شكل سلطة الدولة ومنحها الحق في معاقبة من يخرق هذا العقد الاجتماعي، بهدف حماية المجتمع.
مبادئ المدرسة التقليدية: شرعية الجرائم ونتائجها
يترتب على اعتبار العقد الاجتماعي كأساس لحق الدولة في العقاب عدة نتائج هامة.
١- إقرار مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات
وفي هذا المعنى ذهب بيكاريا إلى القول بأن القوانين وحدها هي التي يمكن أن تحدد عقوبات الجرائم، وأن هذه السلطة لا يمكن أن يملكها غير المشرع؛ باعتباره يمثل كل المجتمع الذي حدد بمقتضى عقد اجتماعي. وينتج عن ذلك، أن القاضي لا يملك مطلقاً أن يحكم بعقوبة إلا إذا نص عليها القانون قبل وقوع الفعل. وفي الحدود المقررة في النص التجريمي.
٢- النتيجة الثانية: تسبيب العقوبة
النتيجة الأولى ينتج عن تحديد الأفعال التي تعد جرائم والعقوبات التي تمثل جزاءاً لها، تحقيق المساواة بين الأفراد إذ لا يملك القاضي إلا تطبيقها.
النتيجة الثانية: أن سلطة تفسير القوانين لا يمكن أن تكون من اختصاص قضاة المسائل الجنائية - لسبب بسيط - أنهم ليسوا مشرعين.
٣- التخفيف من شدة وقسوة العقوبات
فلا يجوز للمشرع أن يتدخل بالعقاب إلا في الحدود التي يكون فيها لازماً وضرورياً للدفاع الاجتماعي. فالعقوبة القاسية -وفقاً لهذه المدرسة- لا تؤدي إلى منع ارتكاب الجريمة، كما أنها تتعارض مع العدالة ومع طبيعة العقد الاجتماعي وأن العقاب القاسي الحقيقي للعقوبات هو الضرر الواقع على المجتمع.
اختر - من النتائج المترتبة على مبدأ "شرعية الجرائم والعقوبات" الذي نادت به المدرسة التقليدية:
(أ) منح القاضي سلطة مطلقة في تقدير العقوبة. (ب) قسوة العقوبات لردع المجرمين. (ج) تقييد سلطة القاضي بنصوص القانون وتحقيق المساواة بين الأفراد. (د) إلغاء دور المشرع في تحديد الجرائم.
الإجابة: (ج) تقييد سلطة القاضي بنصوص القانون وتحقيق المساواة بين الأفراد.
أغراض العقوبة وتقييم أفكار المدرسة التقليدية القديمة
حددت المدرسة التقليدية القديمة أغراض العقوبة في الردع العام، وتجاهلت أغراضاً أخرى جوهرية.
أغراض العقوبة: الردع العام هو الغرض الوحيد
المدرسة التقليدية القديمة اتجهت إلى إلغاء فكرة الانتقام من الجاني، والتخفيف من قسوة العقوبات التي تميزت بها هذه الحقبة من الزمن، وأبقت فقط على الردع العام «prévention générale» الذي صار الغرض الوحيد للعقوبة وفقاً لهذه المدرسة.
المقصود بالردع العام: ويقصد بالردع العام، صرف الأفراد عن الإقدام إلى ارتكاب الفعل محل التجريم، ومن ثم السقوط في هاوية الجريمة، وذلك بتصويرهم وتخويفهم من العاقبة التي تنتظر كل من يرتكب مثل الفعل الذي ارتكبه الجاني. فالردع العام إذن هو عبارة عن إنذار يوجه إلى الناس كافة، يحذرهم من مغبة الإقدام على ارتكاب فيُجنبهم.
تقييم أفكار المدرسة التقليدية القديمة
لا شك أن المدرسة التقليدية القديمة لها مزايا عديدة، فلها الفضل أولاً في إرساء مبادئ جوهرية وأساسية في النظام الجنائي مثل مبدأ المساواة بين الأفراد أمام القانون الجنائي، ومبدأ شرعية الجرائم والعقوبات الذي يمثل ضماناً جوهرياً للحريات الفردية.
الانتقادات: أهم ما يؤخذ على المدرسة التقليدية أنها اهتمت بالجريمة بصرف النظر عن شخصية المجرم وظروفه، وأغفلت الظروف الشخصية لكل مجرم ودرجة خطورته الإجرامية، فالمعيار الوحيد لجسامة العقوبة هو الضرر الذي يلحق المجتمع، وبذلك اتسمت نظرة هذه المدرسة للجريمة بالتجريد والطابع الموضوعي البحت.
علل: بالرغم من مزاياها، تم انتقاد المدرسة التقليدية القديمة لتركيزها على "الطابع الموضوعي البحت" للجريمة.
الإجابة: لأنها اهتمت بالجريمة والضرر الناتج عنها فقط، وأغفلت تماماً شخصية المجرم وظروفه الخاصة ودرجة خطورته الإجرامية، مما جعل العقوبة موحدة للجميع بغض النظر عن الفروق الفردية بين المجرمين.
نشأة المدرسة التقليدية الحديثة وأفكارها
نتيجة للانتقادات التي وجهت للمدرسة التقليدية القديمة، ظهرت المدرسة التقليدية الحديثة أو (النيوكلاسيكية).
نشأة المدرسة التقليدية الحديثة
ظهرت المدرسة التقليدية الحديثة في القرن التاسع عشر، وأهم دعاة هذه المدرسة "روسي" و"جيزو" في فرنسا، و"هوس" في بلجيكا، و"كرارا" في إيطاليا، و"ميترماير" في ألمانيا.
في حقيقة الأمر تعتبر هذه المدرسة امتداداً لأفكار المدرسة التقليدية القديمة، ولكن مع تسليمها ببعض الأسس الفكرية التي وردت في كتابات التقليدين الأوائل، حاولت تعديل بعض الأفكار التي لاقت انتقادات من الفقه بالنسبة لأفكار المدرسة التقليدية الأولى.
الاهتمام بالجانب الشخصي للجريمة
فبدلاً من الطابع الموضوعي البحت الذي تميزت به المدرسة التقليدية القديمة، اهتمت المدرسة التقليدية الحديثة بالجانب المعنوي؛ حيث ذهبت إلى أن توقع ذات العقوبة على كل من يرتكب نفس الجريمة دون النظر إلى اختلاف ظروفهم الشخصية، ينطوي على ظلم بين وإخلال بقواعد العدالة والمساواة، بل يصبح دور القاضي الوحيد في هذه الحالة مقتصراً فقط على مجرد النطق بالعقوبة حتى تبين ارتكاب الجاني ماديات الجريمة، دون البحث في الجانب النفسي.
اختر - الفرق الجوهري بين المدرسة التقليدية القديمة والمدرسة التقليدية الحديثة هو أن الأخيرة:
(أ) ألغت مبدأ شرعية الجرائم. (ب) ركزت على الردع العام فقط. (ج) أهملت الجانب الشخصي للمجرم. (د) اهتمت بالجانب الشخصي للمجرم وظروفه إلى جانب الجريمة نفسها.
الإجابة: (د) اهتمت بالجانب الشخصي للمجرم وظروفه إلى جانب الجريمة نفسها.
أغراض العقوبة وتقييم فكر المدرسة التقليدية الحديثة
أدخلت المدرسة التقليدية الحديثة تعديلات على أغراض العقوبة، وقامت بتقييم جديد للفكر العقابي.
أغراض العقوبة وفقاً لأفكار المدرسة التقليدية الحديثة
يتضح مما سبق أن المدرسة التقليدية الحديثة أضافت "فكرة العدالة" كغرض من أغراض العقوبة إلى جانب الردع العام، أي أن أغراض العقوبة وفقاً لأفكار ومبادئ المدرسة تنحصر في غرضين فقط:
- الغرض الأول: الردع العام: والذي يعني تبصرة الأفراد بالجزاء الذي ينتظرهم في حالة سقوطهم في هاوية الجريمة، أو إقدامهم على ارتكاب مثل الفعل الذي ارتكبه الجاني.
- الغرض الثاني: تحقيق العدالة: فالجريمة تلحق ضرراً بالمجتمع وتؤذي الشعور العام، فيلزم لذلك إنزال العقوبة على الجاني مقابل الجريمة التي ارتكبها، لإرضاء الشعور العام بالعدالة.
تقييم فكرة المدرسة التقليدية الحديثة
لا شك أن المدرسة التقليدية الحديثة قد أصلحت بعض العيوب التي أخذت على المدرسة التقليدية القديمة، ويتضح ذلك من ناحيتين:
- الأولى: أنها تخلت عن فكرة المساواة في العقوبة التي تجمع الأفراد لحظة إتيانهم الجريمة، والتي نادى بها أنصار المدرسة السابقة. فقد أقرت المدرسة الحديثة على التفاوت بين الجناة في حرية الاختيار، فاعتدت بشخص المجرم أكثر من اهتمامها بالجريمة.
- الثانية: أنها ألقت الضوء على العدالة كغرض للعقوبة ولم تكتفِ بالردع العام كما فعلت المدرسة التقليدية القديمة.
علل: أضافت المدرسة التقليدية الحديثة "العدالة" كغرض أساسي للعقوبة إلى جانب "الردع العام".
الإجابة: لأنها رأت أن الجريمة لا تسبب ضرراً مادياً فقط، بل تؤذي الشعور العام بالعدالة في المجتمع، ولذلك يجب إنزال عقوبة بالجاني ليس فقط لتخويف الآخرين (الردع)، ولكن أيضاً لإرضاء هذا الشعور العام وتحقيق العدالة.
مبادئ المدرسة التقليدية الحديثة (حرية الإختيار والعدالة)
قامت المدرسة التقليدية الحديثة على مجموعة من المبادئ التي حاولت من خلالها تطوير الفكر العقابي.
أولاً: مبدأ حرية الاختيار
من أهم الإضافات التي قالت بها المدرسة التقليدية الحديثة، إقرار مبدأ "تفاوت حرية الاختيار". فحرية الاختيار ليست مطلقة ولا متساوية عند جميع الأشخاص، ولكنها تخضع لعوامل كثيرة تحد من قوتها. وعلى ذلك، ينعين أن تتفاوت العقوبات ما بين حد أقصى وحد أدنى، لكي تتناسب مع درجة حرية الجاني في الاختيار لحظة ارتكاب الفعل الإجرامي.
ثانياً: العدالة المطلقة أساس حق الدولة في العقاب
تأثر فلاسفة المدرسة التقليدية الحديثة بأفكار الفيلسوف الألماني "كانت KANT" الذي نادى بفكرة "العدالة المطلقة" كأساس لحق الدولة في العقاب. فالعقوبة بغض النظر عن منافعها الاجتماعية هي "مطلب حتمي Impératif catégorique". فيجب أن توقع في جميع الحالات تستلزمها العدالة.
وقد عبر كانت عن هذه الفكرة الفلسفية بأن تصور جماعة من الأفراد تعيش منذ زمن طويل في جزيرة، وأرادت هجر هذه الجزيرة بصفة نهائية على أن تتفرق في أنحاء العالم. وكان أحد أعضاء الجماعة حكم عليه بعقوبة الإعدام لارتكابه جريمة ما، فإنه لا يجوز تركه يذهب إلى حال سبيله أو تركه وحيداً في الجزيرة، وإنما ينبغي تنفيذ هذا الحكم فعلياً.
اختر - يُقصد بمبدأ "تفاوت حرية الاختيار" الذي نادت به المدرسة التقليدية الحديثة أن:
(أ) جميع الناس يملكون نفس القدر من حرية الاختيار. (ب) العقوبة يجب أن تكون واحدة لجميع مرتكبي نفس الجريمة. (ج) حرية الاختيار تتأثر بعوامل شخصية وبيئية، وبالتالي يجب أن تتفاوت العقوبة. (د) حرية الاختيار غير موجودة أصلاً.
الإجابة: (ج) حرية الاختيار تتأثر بعوامل شخصية وبيئية، وبالتالي يجب أن تتفاوت العقوبة.
الانتقادات الموجهة إلى المدرسة التقليدية الحديثة
على الرغم من القيمة العقابية للأفكار التي قال بها أنصار المدرسة التقليدية الحديثة، إلا أن هذه الأخيرة لم تكن بعيدة عن الانتقاد، وأهم الانتقادات التي وجهت لها هي:
أولاً وثانياً: مشكلة حرية الاختيار والمسؤولية المخففة
أولاً: أنها على الرغم من اهتمامها بحرية الاختيار، إلا أنها لم تضع ضوابط معينة يمكن الاهتداء من خلالها إلى تحديد نطاقها ومقدارها، فيكون ذلك عوناً للقاضي عند اختيار العقوبة التي تتناسب مع كل مجرم.
ثانياً: أنها تؤدي إلى استفادة معاكس الإجرام وهو مجرم خطير - من نظام المسؤولية المخففة؛ ففكرة العدالة التي قيل بها تعني تخفيف مسئولية كل من تضعف حرية الاختيار لديه، والمجرم المعتاد يعتبر من أقل المجرمين مقدرة على مقاومة الدوافع الإجرامية، أي أنهم في حرية الاختيار وبالتالي ستخفف مسئوليته، وهذه النتيجة تعتبر غير منطقية وغير عادلة.
ثالثاً ورابعاً: الإكثار من الحالات المخففة وإغفال الردع الخاص
ثالثاً: أنها تؤدي إلى الإكثار من حالات المسئولية المخففة ومن ثم التوسع في تطبيق العقوبات القصيرة المدة في حالات انتقاص حرية الاختيار، وقد بينا فيما سبق- العيوب التي تشوب العقوبات القصيرة المدة، إذ أنها تعجز عن تحقيق أي إصلاح أو تهذيب، كما أنها تتيح فرصة الاختلاط الضار بين المجرمين.
رابعاً: أنها أغفلت الردع الخاص كغرض جوهري من أغراض العقوبة.
علل: تم انتقاد فكرة "المسؤولية المخففة" في المدرسة التقليدية الحديثة لأنها قد تؤدي إلى "استفادة معاكس الإجرام".
الإجابة: لأن هذه الفكرة تعني تخفيف المسؤولية (وبالتالي العقوبة) عن الشخص الذي تضعف حرية اختياره. والمجرم المعتاد، بحكم اعتياده على الجريمة، يعتبر الأقل قدرة على مقاومة دوافعه (أي أن حرية اختياره أضعف)، وبالتالي سيستفيد من تخفيف العقوبة، رغم أنه الأخطر على المجتمع، وهي نتيجة غير منطقية.