شرح درس الحماية الفرنسية على مراكش (المغرب) حتى الاستقلال | تاريخ 3 ثانوى

الحماية الفرنسية على مراكش (المغرب) ١٩١٢م حتى الاستقلال ١٩٥٦م

شهدت مراكش (المغرب) تنافساً استعمارياً كبيراً بين الدول الأوروبية الكبرى، خاصة بعد احتلال فرنسا للجزائر. سعت فرنسا لضم المغرب لتعزيز إمبراطوريتها في شمال أفريقيا، بينما حاولت دول أخرى، خاصة ألمانيا، الحصول على نصيبها من هذا التنافس.

في هذا الدرس، سنتعرف على الظروف التي مهدت لانفراد فرنسا بمراكش، ونحدد موقف ألمانيا من الصفقات الاستعمارية، ثم نتتبع كفاح الشعب المغربي ودور الحركة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية حتى نيل الاستقلال.

أولاً: احتلال فرنسا لمراكش (المغرب)

كانت مراكش (بحكم موقعها) منذ مطلع التاريخ الحديث في مواجهة مباشرة مع الدول الأوروبية الاستعمارية خاصة (البرتغال وإسبانيا). حيث خاضت معركة مصيرية ضدها في "وادي المخازن".

معركة وادي المخازن ١٥٧٨م

أطرافها: مراكش (المغرب) بقيادة المنصور السعدي ضد البرتغال وإسبانيا.

نتائجها:

  • (١) انتصار المنصور السعدي انتصاراً أنقذ به شمال أفريقيا من الاستعمار.
  • (٢) ظلت سبتة ومليلة تحت السيطرة الإسبانية.

(دلل):
لصالح البرتغال تداعيات اقتصادية، لم تكن النتائج العسكرية لمعركة وادي المخازن.

الظروف التي مهدت للاحتلال (الامتيازات)

مهدت الظروف لاحتلال مراكش، حيث دفعت "الحضارة الأوروبية الحديثة" (أو بوابة التحديث) إلى بوابة الاستعمار.

فرض الامتيازات والتحديث

  • (١) "دفعت الحضارة الأوروبية الحديثة" أبواب مراكش، وفرضت فرنسا على سلطان المغرب "معاهدة الامتيازات" عام ١٧٦٧م.
  • (٢) وتوالت الدول الكبرى الأخرى، وعندما اتجهت مراكش إلى التحديث قدمت فرنسا لها الخبرات وأدوات التحديث في المجالات المدنية والعسكرية.
  • (٣) استغلت فرنسا "حوادث" جرت على الحدود الجزائرية المغربية، وقامت بفرض سيطرتها على مناطق مهمة في مراكش عند "كولومب بشار" وغيرها.

(اختر):
تعددت العوامل التي مهدت لفرنسا احتلال مراكش منها...
(أ) فشل الدولة العثمانية في الدفاع عن مراكش.
(ب) ضعف قبضة الدولة العثمانية على المغرب.
(ج) سعي فرنسا لتأمين حدودها مع مراكش.
(د) استغلال الحوادث الحدودية لصالحها.

السباقات (الامتيازات) الاستعمارية (الصفقات)

أخذت فرنسا تمهد لقبول الدول الكبرى لانفرادها بمراكش، فقامت بعقد صفقات مع الدول الاستعمارية الأوروبية. فعقدت مع:

الاتفاقيات الودية

  • (١) إيطاليا عام ١٩٠٢م: أخذت الدول معارضة لفرنسا من جراء أطماعها التوسعية، فصفقت عقدها فتنضم على إيطاليا (مقابل انفراد إيطاليا بليبيا "طرابلس - برقة").
  • (٢) إنجلترا عام ١٩٠٤م (الوفاق الودي): بمقتضاه تطلق فرنسا يد إنجلترا في مصر، مقابل أن تطلق إنجلترا يد فرنسا في مراكش.
  • (٣) إسبانيا: اتفاقية بمقتضاه حصلت إسبانيا على منطقة الريف.

موقف ألمانيا من الصفقات الاستعمارية

استثارت تلك الصفقات الاستعمارية غضب ألمانيا. فإعلان قيصر ألمانيا "وليم الثاني" معارضته لتلك الصفقات ومساندته لاستقلال مراكش:

  • (١) سياسة المصالح المشتركة بين الدول الاستعمارية حول مراكش.
  • (٢) استبعاد إنجلترا وفرنسا لألمانيا من الصفقات الاستعمارية.
  • (٣) مواجهة ألمانيا الكبرى من معارضات لمشروعاتها مع الدولة العثمانية.
  • (٤) إنجلترا: قيام إنجلترا بعقد اتفاقية مع آل الصباح في الكويت عام ١٨٩٩م، مد خط حديدي من بغداد إلى كاظمة في الكويت.
  • (٥) مع اعتراض خط المشرق العثماني بعد خط حديدي، حيث من إنجلترا إلى دخول في أجندة من الوصول إلى مابها.

وقد وقفت الدولة الوفاق الودي (إنجلترا وفرنسا) لوريدان التخويف دونما معارضة.

مؤتمر الجزيرة (١٩٠٦م)

نتيجة لغضب ألمانيا، دعا القيصر الألماني وليم الثاني إلى عقد مؤتمر دولي للنظر في المسألة المراكشية.

أسباب ونتائج مؤتمر الجزيرة

أسبابه: إعلان وليم الثاني (قيصر ألمانيا) لـ:

  • (١) معارضته للصفقات الاستعمارية بين فرنسا والدول الكبرى.
  • (٢) مساندته لاستقلال مراكش، وطالب بعقد مؤتمر دولي (الجزيرة) للنظر في المسألة المراكشية والحد من الانطلاقة الفرنسية في مراكش. رحب بذلك السلطان عبد العزيز ووافقت الدول الكبرى.

نتائجه:

  • (١) وجدت ألمانيا نفسها وحيدة معزولة، لأن موقف النمسا معها لم يكن بنفس صلابة إنجلترا مع فرنسا.
  • (٢) خرجت فرنسا من المؤتمر قوية، فقامت بـ:
    • اكتساح مراكش بقواتها عام ١٩٠٧م.
    • عزل السلطان عبد العزيز عام ١٩٠٨م، وخلفه مولاي عبد الحفيظ.
    • تدهورت مكانة أمير المؤمنين خلال الفترة التالية لذلك.

حادثة أغادير ١٩١١م

سببها: محاولة ألمانيا مرة أخرى الحد من الانطلاقة الفرنسية في مراكش، بعد فشل مؤتمر الجزيرة.

أحداثها: أرسلت ألمانيا قطعة بحرية حربية لاحتلال "أغادير" (١٩١١م)، ولكنها واجهت موقفاً صلباً من فرنسا وإنجلترا (الوفاق الودي).

نتائجها:

  • (١) تنازلت فرنسا (لألمانيا) عن قطعة صغيرة من الكونغو الفرنسية.
  • (٢) أعلنت فرنسا حمايتها على مراكش عام ١٩١٢م.
  • (٣) وطدت (رسخت) سيطرتها على الريف والصحراء الإسبانية التي وجدت مقاومة من الوطنيين.
  • (٤) انتقلت الدول الكبرى (إسبانيا) إلى مناطق نفوذها (الريف والصحراء الإسبانية).
  • (٥) أعلنت إدارة دولية بطنجة (انجلترا) على إصرار من دولة كبرى، بسبب أهميتها لمصالحها في جبل طارق (المفتاح الغربي للبحر المتوسط).

ثانياً: كفاح الشعب المغربي حتى الاستقلال

لم تتوقف مقاومة الشعب المغربي بعد إعلان الحماية، بل اتخذت أشكالاً متعددة.

بعد الحرب العالمية الأولى (مقاومة عبد الكريم الخطابي)

  • (١) اغتالت المقاومة الوطنية في الريف الإسباني شكلاً عسكرياً عنيفاً بقيادة الأمير "محمد عبد الكريم الخطابي" في الفترة من (١٩٢١م - ١٩٢٦م).
  • (٢) لكن التحالف الإسباني الفرنسي ضده أدى إلى هزيمته واستسلامه ونفيه، وذلك لحين استقر الاستعمار الإسباني في منطقة الريف.

سياسة "فرق تسد" (مرسوم البربر)

  • (١) عملت فرنسا في المغرب على الإيقاع بين العرب والبربر، مثلما حاولت إنجلترا الإيقاع بين المسلمين والأقباط في مصر.
  • (٢) أصدرت فرنسا "مرسوم البربر" في يوليو ١٩٣٠م، بهدف إثارة الانقسامات بين العنصرين.

قبيل الحرب العالمية الثانية

  • (١) تصاعدت الحركة الوطنية في المغرب بسبب السياسات الفرنسية.
  • (٢) تصدت كتلة العمل الوطنيين ومطالبهم للاستعمار.

كفاح السلطان محمد الخامس ونيل الاستقلال

شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تصاعداً كبيراً في النضال الوطني بقيادة السلطان.

بعد الحرب العالمية الثانية

  • (١) تصاعد الحركة الوطنية في الغرب (المغرب) بعد تولي "السلطان محمد الخامس" زمام أموره وإيمانه في الحرب.
  • (٢) تكوين جبهة تحرير القاهرة في القاهرة بانتقال الزعيم الوطني المغربي "علال الفاسي" إلى القاهرة وانضمامه إليها.
  • (٣) استمر تصاعد الحركة الوطنية، وأدى ذلك إلى تهور الفرنسيين وقيامهم بعزل ونفي السلطان "محمد الخامس" في أغسطس ١٩٥٣م. فاشتدت حركة المقاومة.

معاهدة الاستقلال

أدى تصاعد الكفاح إلى:

  • (١) عودة السلطان محمد الخامس إلى العرش.
  • (٢) خروج الفرنسيين نهائياً من البلاد.
  • (٣) أجبرت فرنسا على إعلان استقلال المغرب (١٩٥٦م).
  • (٤) انضمام السلطان محمد الخامس إلى الحركة الوطنية، ومطالبة بعودة السلطان محمد الخامس.
  • (٥) مساعي فشل الفرنسيين في الإيقاع بين العرب والبربر.

كيف استقلت المغرب؟ (كفاح الشعب المغربي)

  • (١) عقد "علال الفاسي" (زعيم كتلة الشعب المغربي) مؤتمره بباريس ١٩٤٥م.
  • (٢) انضمام الحزب الدستوري في تونس.
  • (٣) إلغاء فرنسا الحماية في مارس ١٩٥٦م.
  • (٤) إلغاء النظام الدولي لمنطقة طنجة.

(اختر):
يرجع إصرار بريطانيا على بقاء طنجة تحت الإدارة الدولية إلى...
(أ) فشل إسبانيا في السيطرة عليها.
(ب) موقعها الجغرافي الاستراتيجي.
(ج) رغبتها في إضعاف النفوذ الفرنسي.
(د) وجود جالية إنجليزية كبيرة بها.