شرح درس سيطرة إنجلترا على الخليج وجنوب شبه الجزيرة العربية | تاريخ 3 ثانوي

فرض إنجلترا سيطرتها على الخليج وجنوب شبه الجزيرة العربية

شهدت منطقة الخليج العربي وجنوب شبه الجزيرة العربية تنافساً استعمارياً، خاصة من قبل بريطانيا التي سعت لتأمين طريق مواصلاتها الحيوي إلى الهند.

في هذا الدرس، سنتعرف على مراحل فرض إنجلترا سيطرتها على الخليج وجنوب شبه الجزيرة العربية، وتحديد أهم الاتفاقيات التي عقدتها إنجلترا في المنطقة لتأمين طريق مواصلاتها بعد مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر، وكذلك دور إنجلترا في شبه الجزيرة العربية بعد ظهور محمد علي عند رأس الخليج العربي من جهة الشمال ووصوله إلى اليمن عام ١٨٣٧م.

مراحل فرض السيطرة (بعد الحملة الفرنسية)

بعد مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر والشام أواخر القرن الـ ١٨م: تنبّهت إنجلترا إلى أهمية مصر وبلاد المشرق العربي، لذلك أسرعت بالقيام بـ:

١. عقد معاهدة مع سلطان عُمان (أكتوبر ١٧٩٨م)

بمقتضى هذه المعاهدة، تعهد سلطان عمان بـ:

  • (١) عدم السماح بإنشاء وكالات فرنسية أو هولندية في بلاده.
  • (٢) طرد جميع رعايا فرنسا من بلاده.
  • (٣) السماح بوجود حامية عسكرية بريطانية في بلاده.

٢. احتلال جزيرة بريم (مايو ١٧٩٩م)

احتلت إنجلترا جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر عند باب المندب في مايو ١٧٩٩م.

السبب: كان الهدف هو لقطع الطريق على الفرنسيين إذا ما فكروا في المرور من البحر الأحمر إلى الهند (أهم المستعمرات الإنجليزية آنذاك).

وبعد خروج الفرنسيين من مصر عام ١٨٠١م تركت إنجلترا جزيرة بريم.

٣. عقد اتفاقية مع سلطان لحج وعدن (١٨٠٢م)

عقدت إنجلترا اتفاقية مع سلطان لحج وعدن عام ١٨٠٢م تقضي ببقاء حامية عسكرية إنجليزية هناك لتأمين الطريق إلى الهند.

(اختر): الهدف الحقيقي وراء عقد إنجلترا معاهدة مع سلطان عمان ١٧٩٨م هو...
(أ) تدعيم نفوذها التجاري بالمنطقة.
(ب) طرد رعايا الدول الأوروبية المنافسة.
(ج) إضعاف النفوذ الهولندي والفرنسي.
(د) القضاء على النفوذ الفرنسي بالمنطقة.

عند ظهور محمد علي عند رأس الخليج العربي

توجّست (خافت) إنجلترا التي كانت تراقب الملاحة في المحيط الهندي وبحر العرب، لتأمين مواصلاتها إلى الهند، بظهور (محمد علي) على رأس الخليج العربي من جهة الشمال.

جاء ظهور محمد علي بعد أن قضى على الدولة السعودية الأولى بالدرعية (استئذان السلطان) عام ١٨١٨م، والتي قامت استناداً على أفكار محمد بن عبد الوهاب (الدعوة الوهابية).

معاهدة الصلح العامة (يناير ١٨٢٠م)

تشكّكت إنجلترا في نوايا محمد علي بالمنطقة، وإذا كانت لديه مشروعات توسعية في الخليج تهدد مصالحها هناك.

لذلك، أقدمت على تدعيم نفوذها بالمنطقة ففرضت على كل شيوخ إمارات الخليج اتفاقيات عُرفت بـ "معاهدة الصلح العامة" في يناير ١٨٢٠م، حيث:

  • (١) نصت المعاهدة على تحريم القرصنة وتجارة الرقيق التي تقوم بها سلطنة عُمان.
  • (٢) تجدّدت المعاهدة على مدى السنوات التالية، مما سمح لبريطانيا في النهاية أن تقوم بدور التحكيم في المنازعات التي تحدث بين شيوخ إمارات الخليج.

(وضح العلاقة):
ما العلاقة بين "محمد علي" و "معاهدة الصلح العامة ١٨٢٠م"؟
(الجواب: ظهور محمد علي وقضاؤه على الدولة السعودية الأولى أثار شكوك بريطانيا حول نواياه التوسعية، مما دفعها لفرض المعاهدة لتدعيم نفوذها).

عند وصول محمد علي إلى اليمن (١٨٣٧م)

عند وصول محمد علي إلى اليمن عام ١٨٣٧م (باسم السلطان العثماني):

خشيت إنجلترا من وجود محمد علي في اليمن، لذلك أسرعت باحتلال عدن في يناير ١٨٣٩م.

اتفاقية مع سلطان عدن (١٨٣٩م)

عقدت إنجلترا اتفاقية مع سلطان عدن (بعد الاحتلال) تعهد فيها سلطان عدن بـ:

  • (١) تأمين الطرق.
  • (٢) مراقبة أتباعه.
  • (٣) منعهم من مقاومة الإنجليز.

تطور الاتفاقيات إلى (الحماية البريطانية)

فيما بعد، أخذت هذه الاتفاقيات شكل "الحماية البريطانية" على إمارات الخليج.

أهم اتفاقيات الحماية

من أهم هذه الاتفاقيات:

  • (١) اتفاقية الحماية مع سلطان مسقط عام ١٨٩١م.
  • (٢) اتفاقية الحماية مع أمير الكويت عام ١٨٩٩م.

الخريطة: مناطق النفوذ الإنجليزي

توضح الخريطة التالية مناطق النفوذ الإنجليزي بشبه الجزيرة العربية:

مفتاح الخريطة

  • مناطق خضعت لاتفاقيات الحماية البريطانية: (تشمل ساحل عمان، الإمارات، قطر، البحرين، الكويت).
  • محمية عدن والاستيلاء عليها: (منطقة عدن).
  • مناطق خضعت لاتفاقية الصلح العامة: (منطقة الإمارات).
  • مناطق تحت النفوذ البريطاني: (تشمل حضرموت وظفار).