درس إسماعيل ومشروع استقلال مصر - تاريخ 3 ثانوي
الخديوي إسماعيل ومشروع استقلال مصر
يُعد عهد الخديوي إسماعيل فترة انتقالية هامة في تاريخ مصر. فبعد أن أدت "تسوية لندن ١٨٤٠" وفرمانا ١٨٤١ إلى تقليص نفوذ محمد علي وانهيار نظام الاحتكار، فُتح الباب على مصراعيه لدخول الاستثمارات الأجنبية.
في هذا المناخ الجديد، دخل إسماعيل في سلسلة من مشروعات التنمية التي أعادت إلى الأذهان مشروع جده محمد علي. ولكن، بدلاً من الاعتماد على الدولة فقط، اعتمد إسماعيل على الاقتراض الأجنبي. وفي نفس الوقت، وضع إسماعيل خطة طموحة لتحقيق الاستقلال التام لمصر عن الدولة العثمانية، وإنهاء القيود التي فُرضت عليها.
خطة إسماعيل للاستقلال (ثمن الاستقلال)
كانت أهداف إسماعيل واضحة: توسيع نطاق استقلاله في حكم البلاد، وكسب مزايا كثيرة من السلطان العثماني للوصول إلى الاستقلال التام، والتخلص من قيود معاهدة لندن ١٨٤٠ وفرماني ١٨٤١.
وكان أحد أهم أهدافه هو "تغيير نظام وراثة العرش" ليصبح في أكبر أبنائه سناً (الوراثة المباشرة)، بدلاً من النظام العثماني الذي يقضي بأن يتولى العرش أكبر أفراد الأسرة العلوية سناً.
الإجراءات التي اتبعها إسماعيل (التكلفة المالية)
لتحقيق هذه الأهداف، اتبع إسماعيل خطة تعتمد على "المال" و"الهدايا"، وكانت كلها "على حساب الخزينة المصرية". كانت هذه الخطة هي البداية الحقيقية للأزمة المالية.
- استضافة السلطان عبد العزيز: قام إسماعيل باستضافة السلطان العثماني عبد العزيز في مصر في أبريل ١٨٦٣. وقد صاحب هذه الزيارة مظاهر حفاوة بالغة، وإكراميات، وهدايا ضخمة، بلغت تكلفتها مبالغ طائلة، وشملت إهداء سفينة كاملة محملة بالهدايا.
- رشوة الصدر الأعظم: دفع إسماعيل مبلغ ٦٠ ألف جنيه للصدر الأعظم العثماني (فؤاد باشا) ليبذل مساعيه الطيبة لدى السلطان لاستصدار الفرمانات اللازمة.
- زيادة الجزية: انتهز السلطان حاجة إسماعيل للفرمانات، فرفع الجزية السنوية التي تدفعها مصر من ٤٠٠ ألف جنيه عثماني إلى ٧٥٠ ألف جنيه.
لتمويل هذه النفقات الهائلة، اضطر إسماعيل إلى الاستدانة، حيث اقترض ٣ مليون جنيه، لتبدأ كرة الديون في التدحرج.
اختر - تمثلت الغاية الأسمى للخديوي إسماعيل من استصدار الفرمانات السلطانية في:
(أ) تغيير وضع مصر السياسي. (ب) اقتسام الحكم مع أكبر أبنائه. (ج) حرية عقد المعاهدات الاقتصادية. (د) نزع القيود عن القوة العسكرية المصرية.
الإجابة: (أ) تغيير وضع مصر السياسي. (للوصول إلى الاستقلال التام).
الفرمانات السلطانية (مكاسب الاستقلال)
نجحت خطة إسماعيل، وبدأ في الحصول على سلسلة من الفرمانات التي حققت له مزايا استقلالية هامة، وإن كانت بتكلفة باهظة.
فرمان مايو ١٨٦٦م
يُعد هذا الفرمان هو البداية الحقيقية لتحقيق استقلال إسماعيل بحكم مصر.
أهم نصوصه:
- تغيير وراثة العرش: أصبح الحكم وراثياً في أكبر أبناء إسماعيل الذكور سناً (تغيير نظام الوراثة).
- زيادة عدد الجيش: ارتفع العدد من ١٨ ألف جندي (حسب فرمان ١٨٤١) إلى ٣٠ ألف جندي.
- حق ضرب النقود: حصلت مصر على حق ضرب النقود باسمها.
- منح الرتب المدنية: حصل إسماعيل على حق منح الرتب المدنية حتى الرتبة الثانية.
اختر - يعتبر فرمان مايو ١٨٦٦م البداية الحقيقية لمساعي الخديوي إسماعيل الاستقلالية لأنه تضمن الحق في:
(أ) تطوير القوة العسكرية المصرية. (ب) تحقيق الاستقلال المالي التام لمصر. (ج) ضرب النقود باسم السلطان. (د) منح الرتب المدنية والسياسية.
الإجابة: (أ) تطوير القوة العسكرية المصرية. (بزيادة عدد الجيش).
فرمان يونيه ١٨٦٧م (لقب الخديوي)
حصل إسماعيل بموجب هذا الفرمان على لقب "خديوي" بدلاً من لقب "والي"، وهو ما كان له آثار بعيدة المدى.
هذا اللقب لم يكن مجرد لقب فخري، بل منحه حقوقاً استقلالية في إدارة شؤون البلاد الداخلية والمالية. كما منحه حق عقد المعاهدات الخاصة بالبريد، والجمارك، ومرور البضائع والركاب داخل البلاد، وشؤون ضبط الجاليات الأجنبية.
اختر - ترتب على تغيير اللقب السياسي لإسماعيل عام ١٨٦٧م:
(أ) تمتع إسماعيل بحق التمثيل الدبلوماسي. (ب) زيادة سلطة النظام الحاكم في مصر. (ج) تحكم إسماعيل في الشئون القضائية للأجانب. (د) حرية عقد معاهدات البريد والجمارك والاستدانة.
الإجابة: (ب) زيادة سلطة النظام الحاكم في مصر. (بحصوله على الاستقلال في الشؤون الداخلية والمالية).
فرمان سبتمبر ١٨٧٢م (حق الاستدانة)
حصل إسماعيل بموجب هذا الفرمان على "حق الاستدانة من الخارج" دون الرجوع للسلطان العثماني. كان هذا الفرمان كارثياً وفتح الباب على مصراعيه للأزمة المالية.
فرمان يونيه ١٨٧٣م (الفرمان الشامل)
يُعد هذا الفرمان هو ذروة ما وصل إليه إسماعيل، حيث ثبّت لمصر حقوقها الكاملة في الاستقلال، فيما عدا أربعة قيود بسيطة:
- عدم عقد المعاهدات السياسية (التمثيل الدبلوماسي).
- عدم صناعة المدرعات الحربية.
- استمرار دفع الجزية السنوية للسلطان.
- (حق التمثيل الدبلوماسي، وهو مرتبط بالمعاهدات السياسية).
اختر - كان الهدف من وجود بعض التحفظات في الفرمان الشامل يونيه ١٨٧٣م:
(أ) حماية مصر من الاحتلال الأوروبي. (ب) ضمان حق السلطان في تعيين الحاكم. (ج) عدم استثارة مصر من الخارج. (د) الحفاظ على مصالح الدولة العثمانية.
الإجابة: (د) الحفاظ على مصالح الدولة العثمانية. (بضمان الجزية والتبعية السياسية).
مشروع إسماعيل التوسعي في شرق أفريقيا
بالتوازي مع سعيه للاستقلال، عمل إسماعيل على بسط نفوذ مصر في الجنوب والجنوب الشرقي على ساحل البحر الأحمر. وضعته هذه التوسعات في مواجهة حتمية مع "الحبشة" (إثيوبيا) بعد أن حاصرها بتوسعاته.
حرب الحبشة (١٨٧٥م) ونتائجها
انتهت هذه المواجهة العسكرية بهزيمة كارثية للجيش المصري في الحبشة عام ١٨٧٥م.
لم تكن الهزيمة عسكرية فقط، بل كانت أيضاً كارثة مالية، حيث كلفت خزينة مصر حوالي ٣ ملايين جنيه، في وقت كانت فيه الخزينة تعاني أصلاً من ضائقة ديون خانقة.
موقف الدول الأوروبية من التوسعات
وجدت الدول الأوروبية في توسعات إسماعيل مصدراً لخطر عليها، حيث كانت هي نفسها تخطط للتوسع في شرق أفريقيا.
أعادت هذه التوسعات إلى أذهان الأوروبيين خطر "محمد علي" ومشروعه التوسعي.
لم يكن من المصادفة أن عام ١٨٧٥ (عام الهزيمة في الحبشة) هو نفس العام الذي بدأت فيه الدول الأوروبية التدخل السافر في شؤون مصر، بحجة الديون، لوقف هذا التوسع وإجهاض مشروع إسماعيل.
اختر - استهدف الخديوي إسماعيل من سياسته الخارجية في القارة الأفريقية:
(أ) الظهور أمام الأوروبيين بمظهر الرجل المتحضر. (ب) منافسة الدول الأوروبية في الطريق الأفريقي. (ج) حماية البعد الاستراتيجي لمصر جنوباً. (د) إقامة نهضة عمرانية بوسط أفريقيا.
الإجابة: (ج) حماية البعد الاستراتيجي لمصر جنوباً.
دور مصر الحضاري في القرن الأفريقي
على الرغم من الفشل العسكري في الحبشة، إلا أن وجود الإدارة المصرية في منطقة القرن الأفريقي كان له دور حضاري وتنموي بارز في تلك المناطق.
في المجال الصحي
عندما تسلمت الإدارة المصرية هذه المناطق، كانت تعاني من انتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا، والدوسنتاريا، والجدري. لذلك، قررت الإدارة المصرية إنشاء وحدات صحية في موانئ "سواكن" و "مصوع" لمكافحة هذه الأوبئة.
في مجال المواصلات
قامت الإدارة المصرية بإنشاء خطوط بريد لضمان ربط هذه المناطق بمصر. كما تم تنظيم خطوط ملاحة بحرية منتظمة، مثل خط (مصوع - سواكن - جدة) وخط (سواكن - السويس).
في مجال تشييد المباني
اهتمت الإدارة المصرية بالبنية التحتية، فقامت ببناء مساكن صحية للأهالي، وشيدت مستشفيات ومساجد وكنائس. كما عملت على مد مواسير المياه العذبة من العيون والآبار إلى المناطق السكنية.
في المجال الاقتصادي (الزراعة والتجارة)
في جانب الزراعة، حثت الإدارة المصرية الأهالي على زراعة الأراضي البور (المهملة) ووفرت لهم المياه اللازمة لذلك.
وفي جانب التجارة، عملت الإدارة المصرية على توفير الأمن في الطرق، مما أدى إلى ازدهار التجارة في هذه المناطق بأمان.
وفي جانب الصناعة، اصطحبت الإدارة بعض الشباب الصوماليين ليتعلموا من الحرفيين بالجيش المصري حرفتي "البرادة" (الحدادة)، كما تعلم الأهالي منهم صناعة الأقمشة.
في المجال الاجتماعي
اهتمت الإدارة المصرية بنشر السلام الاجتماعي بين الأهالي والقبائل، فقامت بتشكيل "مجالس صلح" للفصل في المنازعات.
وفي بعض الأحيان، كانت الإدارة المصرية تتدخل لإنهاء النزاعات القبلية وتقوم بدفع "ديات القتلى" من خزينة الإدارة، لحقن الدماء ومنع الثأر.
وفي الجانب الروحي، أرسلت الإدارة بعض علماء الأزهر الشريف لتثقيف الأهالي في الدين الإسلامي. كما أُنشئت بعض المدارس لتعليم الحساب والنحو والخط.
اختر - شهد القرن الأفريقي استقراراً اجتماعياً خلال عهد الخديوي إسماعيل نتيجة:
(أ) الارتباط بالسطوة العسكرية. (ب) إقامة مجالس نيابية. (ج) دور الأزهر الشريف. (د) إنشاء مجالس قبلية.
الإجابة: (ج) دور الأزهر الشريف. (وأيضاً "مجالس الصلح" التي شكلتها الإدارة المصرية، والتي تندرج تحت الدور الاجتماعي والروحي).