تطور خريطة العالم السياسية والمشكلات المرتبطة بها | جغرافيا 3 ثانوي

خريطة العالم السياسية والمشكلات المرتبطة بها

شهدت خريطة العالم السياسية في القرن الـ 20 تغيرات واضحة وقد تسارعت هذه التغيرات في العقد الأخير من نفس القرن وذلك لارتباطها بالتغيرات الأيديولوجية والتطور التكنولوجي الكبير.

إن السمة الأساسية لخريطة العالم السياسية هي التغير المستمر، وبعض هذه التغيرات كانت بطيئة وبعضها الآخر كان سريعاً للغاية. ولعل ما حدث في القرن العشرين من تغيرات على خريطة العالم السياسية خير مثال على ذلك، ويتضح ذلك مما يلي.

أولاً: تطور خريطة العالم السياسية

في أوائل القرن العشرين وحتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين

نتج عن الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية تغيرات سريعة ظهرت على خريطة العالم السياسية، حيث اختفت إمبراطوريات وحلت محلها قوى عظمى جديدة، واختفت دول وظهرت دول أخرى، وعدلت حدود دول، مثلما حدث في ألمانيا والتي انقسمت إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية.

في النصف الثاني من القرن العشرين (منذ بدء الخمسينيات)

ظهر الاستقطاب العالمي بين قوتين عظميين تنازعتا السيادة على خريطة العالم وهما: الكتلة الشيوعية بزعامة الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، والكتلة الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. وبينهما مجموعة دول حركة عدم الانحياز وبلغ عدد أعضائها حالياً 114 دولة.

في أواخر القرن العشرين (السنوات العشر الأخيرة)

شهدت خريطة العالم السياسية تغيرات سريعة، ربما لم يشهدها العالم من قبل حيث تمثلت في:

  • انهيار الكتلة الشيوعية (تفكك اتحاد يوغوسلافيا وتفكك حلف وارسو).
  • انتصار الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
  • اتحاد ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية في دولة واحدة.

(دلل): شهدت خريطة العالم السياسية في نهاية الألفية الثانية العديد من التغيرات التي أثرت فيها.

في مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة

ضمت خريطة العالم السياسية مع مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة أكثر من 200 دولة، منها 193 دولة ذات عضوية كاملة بالأمم المتحدة، إلى جانب دول أخرى غير كاملة العضوية بالمنظمة الدولية (فلسطين، دولة الفاتيكان)، كما أن بعض الدول المستقلة غير منضمة للأمم المتحدة.

ثانياً: العوامل الجغرافية التي تؤثر على مستقبل خريطة العالم السياسية

هناك عدة عوامل ستؤثر على مستقبل خريطة العالم السياسية، منها:

  • انتهاء الصراع الأيديولوجي بين الكتلة الشيوعية والكتلة الرأسمالية.
  • تدخل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في السياسات الداخلية للدول، وأثر ذلك على استقرارها وسيادتها.
  • سباق التسلح بين الدول خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
  • الصراع على المياه العذبة، خاصة في المناطق المهددة مواردها المائية.
  • مشكلة اللاجئين والهجرة (غير الشرعية والرسمية).
  • ثورة الاتصالات الحديثة وأثرها في نشر الوعي بين الشعوب، والاستقرار السياسي للدول.
  • العولمة وظهور الشركات المتعددة الجنسيات التي أثرت على تطور خريطة العالم السياسية، وهددت السيادة القومية للدول المختلفة.

(فكر):
الشركات المتعددة الجنسيات: شركات يؤسسها أفراد أو مساهمون من دول وشخصيات مختلفة لها شكل قانوني محدد في عقد التأسيس في (دولة المقر) التي يوجد بها المركز الرئيسي للشركة، وتأخذ الشركة جنسية هذه الدولة وتخضع لقوانينها ولها عدد من الفروع في عدد كبير من الدول.

ثالثاً: المشكلات السياسية (الناتجة عن الاستعمار)

يُقصد بها أي تهديد للدولة من الداخل أو الخارج يمس سيادتها على أراضيها أو يمس استقرار شعبها وتماسكه.

هناك مشكلات عديدة تهدد أمن الدول خلفتها الدول الاستعمارية في مستعمراتها قبل تحررها.

مشكلات الحدود السياسية (وعلاقتها بالاستعمار)

قام الاستعمار بوضع معظم الحدود السياسية التي تفصل بين بعض الدول، والتي أصبحت من أسباب التوتر وعدم الاستقرار ونشوب الحروب بينهم، مما أدى إلى:

  • عدم تحقيق التعاون بين دول الجوار.
  • حرمان المناطق الحدودية التي تمزقت من مناطق التنمية والتطوير.

وفيما يلي نتعرف بعض المشكلات السياسية على خريطة العالم السياسية، وهي:

  • (أ) مشكلة سبتة ومليلة.
  • (ب) مشكلة كشمير.
  • (ج) النزاعات السياسية الناتجة عن حركة الرعاة على الحدود.

(أ) مشكلة سبتة ومليلة (مشكلة استعمارية)

أسباب المشكلة

  • احتلال إسبانيا سبتة عام 1415م ومليلة عام 1495م، ولم يقع المغرب بعد ذلك فريسة للاستعمار الفرنسي.
  • استقلت المملكة المغربية عام 1956م عن الاستعمار الفرنسي، فيما بقيت المدينتان (سبتة ومليلة) في يد الإسبان.
  • لم يتوقف المغرب عن مطالبته بالمدينتين ولكن إسبانيا رفضت بحجج واهية أهمها:

موقف إسبانيا (الحجج)

  • (1) التقادم (طول فترة الاحتلال الإسباني) وأن نسبة السكان الإسبان تصل إلى 60% من السكان.
  • (2) أن المدينتين غير مسجلتين ضمن الأراضي المستعمرة لدى الأمم المتحدة عام 1947م.

موقف المغرب

  • قامت المغرب بعرض هذه المشكلة رسمياً على الأمم المتحدة عام 1975م.
  • باعتبارهما أراضي يجب تصفية الاستعمار منها ولكن إسبانيا رفضت.
  • وطالب مجلس الأمن من الدولتين تسوية الخلافات عن طريق الحوار.

تطورات المشكلة

تصاعد الموقف عام 1985م لظهور مشكلتين داخل سبتة ومليلة وهما:

  • المشكلة الأولى: محاولة السكان الإسبان الحصول على الحكم الذاتي.
  • المشكلة الثانية: إصدار إسبانيا قانون يلزم الأجانب فيها بالحصول على إذن إقامة يجدد كل خمس سنوات، في الوقت الذي يعتبر الإسبان في سبتة ومليلة السكان مغاربة أجانب، بينما يعتبر المغاربة أنفسهم السكان الأصليين.

يحاول المغرب إيجاد حل لهذه المشكلة بشكل ودي للحفاظ على العلاقات الودية مع إسبانيا كما تحرص إسبانيا على عدم تصعيد الموقف مع المغرب.

(اختر): اكتسبت مدينة سبتة أهمية جغرافية بسبب...
(أ) موقعها الثغري والملاحي (ب) نشاطها التجاري القديم (ج) انعدام الظهير القاري للمدينة

(ب) مشكلة كشمير

الموقع والوصف والأهمية

  • تقع في شمال غرب الهند، وتنحصر بين الهند وباكستان والصين وأفغانستان.
  • تبلغ مساحتها 220 ألف كم مربع.
  • منطقة مرتفعة ضمن جبال الهيمالايا، تغطيها الغابات الطبيعية بمساحات كبيرة وبها مناظر جميلة.
  • الأهمية: استغلها الاستعمار البريطاني لقضاء إجازاتهم الصيفية هرباً من شدة الحرارة وغزارة الأمطار في الهند.

أسباب النزاع (تقسيم 1947)

(1) قام الاستعمار البريطاني عام 1947م بتقسيم شبه القارة الهندية على أساس ديني إلى قسمين رئيسيين هما: جمهورية الهند (تضم الأغلبية الهندوسية)، وباكستان (تضم الأغلبية المسلمة).

(2) تركت الاستعمار كشمير خارج التقسيم السابق.

(3) أصبحت الديانة السائدة في كشمير هي الإسلام، والسلطة الحاكمة كانت هندوسية، ولذلك:

  • لم يرغب حاكم كشمير في الانضمام لأي من الدولتين في البداية، وفضل أن يبقى بعيداً عن الصراع.
  • حدثت ثورة داخلية من المسلمين في كشمير ضد الهندوس.
  • استعان حاكم كشمير بالهند التي أسرعت بالتدخل بجيوشها في كشمير لمساعدته.
  • تدخلت باكستان لمساعدة شعب كشمير.

(4) استمر القتال بين الهند وباكستان نحو عام إلى أن توقف النزاع في عام 1949م بعد تدخل الأمم المتحدة، فتم تقسيم كشمير على أساس خط وقف إطلاق النار إلى قسمين: ثلثا الإقليم تحت الإدارة الهندية (يضم نحو 75% من السكان)، والقسم الآخر تحت إدارة باكستان.

مطالب الهند

  • وثائق انضمام كشمير إليها التي قدمها المهراجا.
  • أن الحكومة الشرعية هي التي طلبت منها التدخل.
  • أن ما يقرب من 75% من الإقليم تحت إدارتها.
  • ما بها من الهندوس في كشمير.

مطالب باكستان

  • تطالب باكستان بإجراء استفتاء لتقرير المصير.
  • معظم سكان كشمير من المسلمين، بالإضافة إلى وحدة اللغة والعادات والتقاليد وأواصر القرابة.
  • ترتبط كشمير بباكستان بـ 5 أنهار رئيسية.

جهود الأمم المتحدة لحل النزاع

اقترحت الأمم المتحدة عدة حلول، منها:

  • (1) وقف إطلاق النار، وتجريد كشمير من السلاح وسحب القوات المتحاربة إلى مواقعها قبل بدء القتال.
  • (2) إجراء استفتاء محايد تحت إشراف الأمم المتحدة لتقرير المصير على أساس الاختيار ما بين الاستقلال عن الدولتين أو الانضمام لإحداهما.

(حدد): وضح من خلال ما درست أسباب الأهمية الاستراتيجية لإقليم كشمير بالنسبة للهند وباكستان؟

(ج) النزاعات السياسية الناتجة عن حركة الرعاة على الحدود السياسية

تُعد حركة الرعاة من المشاكل السياسية التي ترجع إلى ما بعد ترسيم الحدود، مثلما حدث في غرب السودان، والآن بين دولتي الشمال والجنوب السوداني.

أسبابها

  • (1) تقلص مساحة المراعي نتيجة تحول بعض الدول جزءاً من أراضيها الرعوية إلى الزراعة بسبب الزيادة السكانية.
  • (2) رسم الحدود السياسية في إقليم السافانا الأفريقية بين الدول دون مراعاة للقبائل وتوزيعاتها المكانية.
  • (3) تحصيل الضرائب والرسوم الناتجة من ترسيم الحدود السياسية من الرعاة.
  • (4) التغيرات المناخية التي شهدتها دول غرب أفريقيا في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وما أسفرت عنه من مشكلات في مناطق المراعي كنفوق (موت) ملايين الحيوانات وهجرة السكان إلى المدن أو إلى حرفة الزراعة، فترتب على ذلك وجود مشاكل سياسية أساسها حرفة الرعي وهجرة الرعاة بين الدول.

(وضح): العلاقة بين الزيادة السكانية والنزاعات السياسية الحدودية في مناطق الرعي.

نماذج من الاتفاقيات الخاصة بتنظيم حركة الرعاة

لتجنب هذه النزاعات قامت بعض الدول بعقد اتفاقيات خاصة لتنظيم حركة الرعاة كتحديد عدد رؤوس الماشية ومناطق ارتجاعها عبر المعابر والشروط الصحية.

أمثلة الاتفاقيات (كما في خريطة صفحة 88)

  • (1) الاتفاقية بين موريتانيا والسنغال في أبريل 1981م.
  • (2) اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي بين موريتانيا ومالي.
  • (3) اتفاقية بين مجموعة دول غرب أفريقيا (الإيكواس) 16 دولة في أكتوبر 1998م.
  • (4) اتفاقية بين بوركينا فاسو والنيجر عام 2003م.
  • (5) معاهدة ترسيم الحدود السياسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن.

(حدد): الدول العربية المشتركة في أكثر من اتفاقية لتنظيم حركة الرعاة.

(اختر): تتركز معظم الاتفاقيات الخاصة بانتقال حركة الرعاة في قارة أفريقيا في الأجزاء...
(أ) الغربية (ب) الشمالية (جـ) الشرقية (د) الجنوبية