شرح درس استعمار إيطاليا لليبيا حتى الاستقلال | تاريخ 3 ثانوي

استعمار إيطاليا لليبيا ١٩١١م حتى الاستقلال ١٩٥١م

كان التوسع الفرنسي في شمال أفريقيا - خاصة بعد مؤتمر برلين ١٨٧٨م - يثير قلق الدول الكبرى خاصة إيطاليا، التي كانت تطمع في نفس المنطقة، ولكن سبقتها فرنسا باحتلال تونس، التي كانت تطمع فيها إيطاليا.

في هذا الدرس، سنتعرف على المساومات (الصفقات) الاستعمارية التي سبقت احتلال ليبيا، وخطط إيطاليا لتكوين مصالح في ليبيا والتدخل العسكري بها، ثم نتتبع مسيرة الحركة الوطنية في ليبيا حتى الاستقلال.

أولاً: احتلال إيطاليا لليبيا

كان التوسع الفرنسي في شمال أفريقيا - خاصة بعد مؤتمر برلين ١٨٧٨م - يثير قلق الدول الكبرى خاصة إيطاليا، التي كانت تطمع في نفس المنطقة، ولكن سبقتها فرنسا باحتلال تونس، التي كانت تطمع فيها إيطاليا.

ولذلك اتجهت إيطاليا إلى:

  • الدخول في أحلاف (التحالف - النمساوي) المعادي لفرنسا عام ١٨٨٢م.
  • عقد معاهدة مع ألمانيا والنمسا وبريطانيا وإسبانيا عام ١٨٨٧م، تؤيد أي توسع فرنسي جديد في ليبيا (طرابلس) أو مراكش.
  • تركيز جهودها نحو احتلال ليبيا بالرغم من افتقارها إلى المغريات الاستعمارية.

الأسباب الكامنة وراء احتلال ليبيا

رغم افتقار ليبيا للمغريات، أصرت إيطاليا على احتلالها لـ:

  • للحفاظ على كرامتها الدولية، ويمكن أن تشكل رأس حربة لتوسعها في المستقبل.
  • كانت طرابلس هي المنطقة المتبقية غير المستعمرة من شمال أفريقيا والقريبة من إيطاليا.

(اختر):
كان إيطاليا من انضمامها للحلف الألماني النمساوي أهداف...
(أ) سياسية وعسكرية.
(ب) اقتصادية وعسكرية.
(ج) سياسية واقتصادية.
(د) اجتماعية واقتصادية.

المساومات (الاتفاقات) الاستعمارية لاحتلال ليبيا

عملت إيطاليا على الحصول على موافقة الدول الكبرى الواحدة بعد الأخرى لانفرادها بليبيا حيث:

  • حصلت على موافقة إنجلترا وإسبانيا.
  • عقدت مع روسيا صفقة تقضي بعدم معارضة إيطاليا لروسيا بالتحكم في المضايق التركية (الدردنيل والبسفور).
  • عقدت مع فرنسا صفقة عام ١٩٠٢م، بمقتضاها تطلق يد فرنسا في مراكش مقابل إطلاق يد إيطاليا في ليبيا.

خطط إيطاليا لتكوين مصالح في ليبيا

خططت إيطاليا لتكون صاحبة مصالح في ليبيا عن طريق:

  • التغلغل الاقتصادي: فأسست "بنكو - دي روما".
  • زيادة نشاط بعثاتها التبشيرية الكاثوليكية.
  • إقامة المدارس الإيطالية الحديثة.

وبذلك وجدت إيطاليا الذريعة للتدخل في ليبيا لحماية مشروعاتها إذا وجدت فرصة لإعلان الحرب على الدولة العثمانية.

(اختر):
تدل المساومات التي عقدتها إيطاليا في أهميتها على...
(أ) رغبة إيطاليا في السيطرة على ليبيا.
(ب) ضعف الدولة العثمانية.
(ج) الخلافات والمصالح بين الدول الأوروبية.
(د) رغبة إيطاليا في السيطرة على البحر المتوسط.

التدخل العسكري الإيطالي في ليبيا (١٩١١م)

وجهت إيطاليا لتركيا (الدولة العثمانية) في سبتمبر ١٩١١م إنذاراً، وقامت قواتها بإنزالها على السواحل الليبية.

وفشلت تركيا في الدفاع عنها، وسرعان ما استولت إيطاليا على المدن الساحلية.

أسباب فشل تركيا في الدفاع عن ليبيا

فشلت الدولة العثمانية في الدفاع عن ليبيا لعدة أسباب:

  • المقاومة الضعيفة للعثمانيين خاصة أن سحب جزءاً من قواتهم وإرساله لليمن لقتال إمامها.
  • رفض الإنجليز طلب العثمانيين بعبور قواتهم إلى ليبيا عن طريق مصر.
  • صعوبة إرسال تركيا لأسطولها عن طريق البحر، لأن الأسطول الإيطالي كان يحاصر طرابلس ويرابط ويضغط بأسطوله على جزر الدوديكانيز التابعة للدولة العثمانية.
  • تفوق القوات الإيطالية بحرياً وبرياً.

مما أدى إلى:

  • سقوط المدن الساحلية الكبرى الواحدة بعد الأخرى (طرابلس - درنة - بنى غازي).
  • عدم صمود العشائر العربية أمام القوات الإيطالية بالرغم من استبسالها لقلة إمكانياتها العسكرية.

(اختر):
يعكس موقف إنجلترا من عبور القوات العثمانية عبر أراضيها مدى...
(أ) ضعف الإمبراطورية العثمانية.
(ب) قوة إيطاليا العسكرية.
(ج) التزام إنجلترا بتعهداتها لإيطاليا.
(د) تحكم إنجلترا بقناة السويس.

ثانياً: الحركة الوطنية في ليبيا حتى الاستقلال

وضعت إيطاليا معالم سياستها القمعية في ليبيا. بينما كانت السيطرة الإيطالية تتجه بقوة السيطرة في المناطق الداخلية وخاصة إقليم برقة.

في أعقاب دخول إيطاليا الحرب العالمية الأولى، تصاعدت الحركة الوطنية في ليبيا واشتدت المناطق القبلية تعمل على التخلص من السيطرة الإيطالية.

تم مبايعة "محمد إدريس السنوسي" أميراً على برقة وطرابلس عام ١٩٢٢م.

مفاوضات (مؤتمر الزيات)

تم التنسيق بين قيادات الدولة العثمانية والقيادات السنوسية أثناء الحرب العالمية الأولى حيث تصبح القوات الإنجليزية في مصر في "هزيمتين":

  • جبهة التحرير الوطنية (الحركة السنوسية).
  • كانت القوات الإيطالية مشغولة بتعزيزات القتال في جبهات أخرى (إثيوبيا والحبشة).
  • محدودية النفوذ العربي (مصر) التي كانت معدات السنوسيين دون أن هزيمتهم أمام القوات الإيطالية.

صعود الفاشيست وهزيمة المقاومة (عمر المختار)

تزامن الكفاح الليبي مع تصاعد قوة الفاشيست بزعامة "موسوليني" حتى امتلكوا ناصية الحكم (سيطروا على الحكم) في إيطاليا.

فأعلن موسوليني:

  • أنه يسعى لإحياء الإمبراطورية الرومانية.
  • أن البحر المتوسط ما هو إلا بحر إيطالي.
  • أن ليبيا جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الإيطالية.

أسباب هزيمة المقاومة الوطنية أمام الإيطاليين

شرع موسوليني في شن هجمات بكافة الأسلحة ضد المقاومة الوطنية التي كان يتزعمها المجاهد "عمر المختار" والتي هزمت أمام هذه الهجمات.

وترجع أسباب الهزيمة إلى:

  • ممارسة المذابح والمحاكمات وأحكام الإعدام، لم تتاليه على يد القائد الإيطالي "جرازياني".
  • التفوق العسكري الساحق للإيطاليين.
  • محاولات الدول الكبرى كسب صداقة الإيطاليين على حساب حرية الشعوب.

نتيجة لما سبق (إعدام عمر المختار)

نتيجة لهذه العوامل، سقط "عمر المختار" أسيراً وأعدمه الإيطاليون شنقاً علانية (أمام بني بلدته) عام ١٩٣١م (مثلما حدث لفلاحي مصر في حادثة دنشواي عام ١٩٠٦م).

(اختر):
تلقت إيطاليا الدعم من ليبيا في فترة ما بين الحربين العالميتين من منظور أنها...
(أ) إرث تاريخي للإمبراطورية الرومانية.
(ب) أرضية مؤهلة لتكون إمبراطورية استعمارية في أفريقيا.
(ج) مورد اقتصادي للخزانة الإيطالية عبر البحر المتوسط.

استقلال ليبيا (بعد الحرب العالمية الثانية)

مع اقتراب نذر الحرب العالمية الثانية أصبح وجود إيطاليا في ليبيا وإريتريا والصومال يمثل خطراً على وادي النيل (مصالح إنجلترا)، وخاصة بعد سقوط الحبشة في يد إيطاليا عام (١٩٣٥م - ١٩٣٦م).

اتخذت إيطاليا أثناء الحرب العالمية الثانية من ليبيا قاعدة لغزو مصر. ولكن هزيمة دولتي المحور (ألمانيا وإيطاليا) في الحرب أدت إلى تحرير ليبيا من إيطاليا.

أدى موقف مصر الصلب بجانب الحركة الوطنية الليبية إلى:

  • إبعاد الإنجليز والفرنسيين عن ليبيا.
  • الحيلولة دون تفكيك ليبيا إلى عدة أجزاء.
  • حصول ليبيا على الاستقلال عام ١٩٥١م.

(اختر):
انعكست نتائج الحرب العالمية الثانية بشكل إيجابي على الأوضاع الليبية نتيجة...
(أ) هزيمة القوة الفاشية.
(ب) مساندة الحلفاء لليبيين.
(ج) انتهاء المقاومة المسلحة.