دافعت عن نفسي ضد متحرش وقتلته وخايفه اوى بجد

صورة المحامي

دافعت عن نفسي ضد متحرش وقتلته وخايفه اوى بجد

                انا في ورطة أكبر من أي حد يتخيلها ومحتاجة أفهم وضعي القانوني بالظبط. أنا بشتغل في وظيفة مواعيدها متلخبطة، وساعات كتير بضطر أرجع بيتي في شبرا الخيمة في وقت متأخر بالليل.
                عشان بطمن نفسي، كنت دايمًا بحط في شنطتي مطواة صغيرة، مجرد إحساس بالأمان مش أكتر.

من أسبوع كنت راجعة من الشغل حوالي الساعة واحدة بليل. 
عشان أختصر الطريق دخلت في شارع جانبي صغير أعرف إنه مقفول من آخره بس بيوصلني لشارعنا بسرعة.
الشارع ده ضلمة ومفيهوش حركة ناس كتير في الوقت ده. وأنا في نص الشارع، فجأة طلعلي راجل من العدم، معرفهوش ولا عمري شفته قبل كده. كان ضخم وطويل، ووقف قدامي وسد عليا الطريق.

في الأول افتكرته هيسرقني، فكنت همسك الشنطة عشان أدهاله وأخلص. لكنه متكلمش، قرب مني ومسكني من دراعي جامد وبدأ يشدني لجوه في حتة أضلم في الشارع.
نيته كانت واضحة إنه مش عاوز سرقة. أنا بدأت أصرخ وأقاومه بكل قوتي وأخربش فيه، لكن محدش كان في الشارع يسمعني، وهو كان أقوى مني بكتير.

في وسط الخناقة والشد والجذب، وإيده التانية بتحاول تعتدي عليا، إيدي جت في شنطتي اللي كانت لسه على كتفي. حسيت بالسكينه،
ومن غير ما أفكر، طلعتها وبكل قوتي غرزتها فيه بشكل عشوائي عشان بس يفكني وأعرف أهرب. معرفش هي جت فين بالظبط. كل اللي فاكراه إنه صرخ صرخة جامدة ووقع على الأرض.

أنا في لحظة الرعب دي، مجاش في بالي أي حاجة غير إني أجري. سبته مرمي على الأرض وطلعت أجري بكل سرعتي لحد ما وصلت بيتنا. محدش شافني وأنا بجري ومحدش شاف اللي حصل.
لما دخلت البيت، كنت في حالة صدمة. غسلت المطواة من الدم وخبّيتها كويس، وغيرت هدومي ومكلمتش أي مخلوق.

تاني يوم الصبح، وأنا بفتح فيسبوك، لقيت أخبار عن إن الأهالي لقوا جثة شاب مقتول بطعنة في نفس الشارع الضلم اللي كنت فيه. وقتها بس أدركت واستوعبت المصيبة اللي أنا فيها. أنا قتلت بني آدم.

أنا حاسة بتأنيب ضمير رهيب، لكن في نفس الوقت حاسة إني عملت الصح وإني كنت بدافع عن نفسي وعن شرفي. لو مكنتش عملت كده، كان زماني أنا اللي مرمية في الشارع ده.
أنا دلوقتي عايشة في رعب، خايفة في أي لحظة الشرطة تخبط على باب بيتنا. معرفش هل فيه كاميرات في المنطقة ولا لأ، معرفش هل سيبت أي أثر ورايا ولا لأ. أنا تايهة ومش عارفة أتصرف.

مش ده المفروض دفاع شرعي عن النفس ولا ايه القرف ده بجد الله يلعنه