قضايا قانونية

قضايا جنائية

جرائم السرقة والاحتيال والاعتداء الجنائي

... ...

قضايا الشركات

نقاشات حول نزاعات وعقود الشركات

... ...

قضايا مدنية

نزاعات العقود والملكية والتعويضات المالية

... ...

قضايا أحوال شخصية

نقاشات حول الزواج والطلاق والميراث

... ...

قضايا جرائم الإنترنت

الاحتيال عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي

... ...

قضايا الرأي العام

القضايا الشائعه في المجتمع المصري

... ...

قضايا النصب والاحتيال

خداع مالي ونصب احتيالي متكرر

... ...

قضايا دستورية

حقوق المواطنين وقوانين الدولة الأساسية

... ...

موصى به لك

    استشارات قانونية بارزة

      الفصل الثاني نشأة الفلسفة وتعريفها | فلسفه أولى ثانوي 2026

      نشأة الفلسفة وتعريفها

      يُعد هذا الدرس هو المدخل الحقيقي لعالم الفلسفة. سنتعرف فيه على المعنى الأصلي لكلمة "فلسفة" كما أرادها مؤسسوها الأوائل، ونتتبع جذور نشأتها، بدءاً من الحكمة العملية في حضارات الشرق القديم، وصولاً إلى ميلادها الحقيقي كعلم عقلي نظري في اليونان القديمة.

      كما سنستعرض التعريفات الأساسية للفلسفة، سواء كـ "علم كلي" يبحث في أصل الوجود، أو كـ "وجهة نظر" تساعد كل إنسان على فهم حياته والعالم من حوله.

      التعريف اللغوي للفلسفة (حب الحكمة)

      كلمة "فلسفة" (Philosophy) هي كلمة يونانية قديمة، تتكون من مقطعين:

      أصل الكلمة (فيلو - صوفيا)

      • فيلو (Philo): وتعني "الحب" أو "الإيثار" أو "التفضيل".
      • صوفيا (Sophia): وتعني "الحكمة".

      وبذلك، يكون المعنى الحرفي لكلمة "فيلوسوفيا" هو "حب الحكمة".

      الفيلسوف فيثاغورث (أول من استخدم اللفظ)

      يُعد الفيلسوف اليوناني "فيثاغورث" هو أول من أطلق على نفسه لقب "فيلسوف" (محب للحكمة) بدلاً من "حكيم" (صاحب الحكمة).

      وقد رفض فيثاغورث لقب "حكيم" تواضعاً، لأن "الحكمة" في رأيه هي صفة إلهية لا تليق بالبشر، ويكفي الإنسان أن يسعى إليها ويحبها.

      ما هي الحكمة؟

      الحكمة ليست مجرد معرفة جزئية أو معلومة متفرقة، بل هي "المعرفة الكلية" و "الفهم الشامل" لحقائق الوجود والكون والإنسان. إنها معرفة الرأي السديد (الصواب) والخير، وتطبيق هذه المعرفة في كل جوانب الحياة.

      نشأة الفلسفة (الشرق واليونان)

      يُرجع المؤرخون البدايات الأولى للفكر الفلسفي إلى حضارات الشرق القديم، ولكن الميلاد الحقيقي للفلسفة كعلم عقلي خالص كان في اليونان.

      فجر الفلسفة (في الشرق القديم)

      ظهرت في حضارات الشرق القديم العظمى (مثل مصر، وبابل، وآشور، وفارس، والهند، والصين) بدايات أولى لما يمكن تسميته "الفكر الفلسفي".

      كان هذا الفكر في الشرق عبارة عن "حكمة عملية" أو "حكمة دينية"، تركزت حول الأخلاق، والدين، وكيفية تسيير أمور الحياة العملية.

      الميلاد الحقيقي (في اليونان القديمة)

      ظهر الفكر الفلسفي الحقيقي، الذي يتسم بـ "الطابع النظري العقلي الخالص"، لأول مرة عند اليونانيين القدماء، وذلك بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد.

      بدأت الفلسفة على يد الفلاسفة الطبيعيين الأوائل (مثل "طاليس") الذين بحثوا بعقولهم عن "أصل الكون" ومادة المواد الأولى، بعيداً عن التفسيرات الأسطورية.

      وصلت الفلسفة اليونانية إلى قمة نضجها على يد الفلاسفة الكبار:

      • سقراط: ركز على "الإنسان" ومعنى الفضيلة والأخلاق.
      • أفلاطون: أسس نظريات شاملة في المعرفة والسياسة والوجود (مثل نظرية المثل).
      • أرسطو: نظم الفكر البشري ووضع أسس علم المنطق، وبحث في كل العلوم تقريباً.

      كانت الفلسفة عند اليونانيين هي البحث عن "الحقيقة لذاتها"، أي فهم العالم وتفسيره تفسيراً عقلياً شاملاً.

      التعريف العام الأول (الفلسفة كعلم كلي)

      يُعرف هذا الاتجاه الفلسفة بأنها "أم العلوم" أو "العلم الكلي"، وهو التعريف الذي ساد منذ اليونان وحتى العصر الحديث.

      الفلسفة علم العلوم (العلم الكلي)

      يُقصد بهذا التعريف أن الفلسفة هي "العلم الكلي الذي يبحث في أصول وغايات الكون والطبيعة والإنسان، وغايته النهائية كشف الحقيقة لذاتها".

      ففي حين أن العلوم الأخرى (مثل الفيزياء أو الطب) تدرس موضوعات "جزئية" (مثل الحركة أو الجسم البشري)، كانت الفلسفة تدرس "الوجود" ككل.

      البحث عن العلل البعيدة

      يهدف هذا الاتجاه إلى البحث عن "العلل البعيدة" أو "المبادئ الأولى" للظواهر، وليس فقط "العلل القريبة" (المباشرة) التي يبحث فيها العلم.

      مثال: العالم يفسر "كيف" ينمو النبات (العلة القريبة: الماء والهواء والضوء). أما الفيلسوف فيسأل "لماذا" يوجد نمو من الأساس؟ وما هو "أصل" الحياة؟ (العلة البعيدة).

      التعريف العام الثاني (الفلسفة كوجهة نظر)

      هذا التعريف يجعل الفلسفة أقرب لحياة كل إنسان، فهي ليست مجرد علم أكاديمي، بل هي نشاط عقلي يمارسه كل فرد.

      الفلسفة كرؤية عقلية

      يُقصد بهذا التعريف أن الفلسفة هي "وجهة نظر عقلية، أو رؤية فكرية شاملة" تجاه الحياة والإنسان والعالم.

      فكل إنسان له فلسفته الخاصة، طالما أنه يفكر تفكيراً نقدياً ويحاول تكوين رأي خاص به في المشكلات التي تواجهه (مثل المشكلات الأخلاقية، الاجتماعية، السياسية، أو الحضارية).

      هدف التعريف الثاني

      الغاية هنا هي "البحث عن معنى الحياة" ومساعدة الناس على "العيش بوعي". فالفلسفة بهذا المعنى تهتم بالسلوك العملي للفرد ومساعدته على تحديد أهدافه وقيمه الخاصة.

      الفلسفة في العصر الحديث (الفلسفة التطبيقية)

      الفلسفة اليوم لم تعد تكتفي بالتأمل النظري المجرد، بل أصبحت تهتم بمواجهة القضايا والمشكلات الحياتية المعاصرة.

      الفلسفة التطبيقية

      نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، ظهرت مشكلات جديدة (مثل الاستنساخ، الهندسة الوراثية، تلوث البيئة)، فظهرت فروع جديدة للفلسفة لمحاولة تنظيم هذه المجالات أخلاقياً وقانونياً.

      تُعرف هذه الفروع بـ "الفلسفة التطبيقية"، ومن أمثلتها:

      • البيوتيقا (أخلاق الطب والبيولوجيا): تناقش قضايا مثل زراعة الأعضاء، والموت الرحيم، والاستنساخ.
      • فلسفة البيئة: تبحث في كيفية تعامل الإنسان مع الطبيعة وحمايتها من التلوث.
      • فلسفة العلم: تدرس أسس المنهج العلمي وتطور النظريات.

      وهكذا، تظل الفلسفة دائماً هي الضمير الواعي للعصر الذي تعيش فيه.

      ملخص شامل على الفصل الأول فلسفه ومنطق أولى ثانوي 2026

      ملخص شامل على الفصل الأول فلسفه ومنطق

      يُعد التفكير هو الهبة العظمى التي ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات، وهو أساس الحضارة والتقدم. يتناول هذا الملخص المحاور الرئيسية الأربعة للفصل الأول، بدءاً من معنى التفكير وأهميته، مروراً بأساليبه المختلفة، ثم العلاقة بين الفلسفة والدين والعلم، وانتهاءً بأرقى أنماط التفكير وهما التفكير الناقد والإبداعي.

      التفكير الإنساني: خصائصه وأهميته

      التفكير هو عملية عقلية فطرية نرسم بها خريطة العالم من حولنا، ويظهر نشاطنا العقلي في مواقف حياتية متعددة.

      الحالات التي تثير النشاط العقلي

      نحن نفكر عندما نقوم بأحد الأنشطة التالية:

      • تنظيم التفكير: مثل ترتيب الأفكار والأولويات قبل اتخاذ قرار.
      • تذكر الخبرات: مثل استرجاع معلومات من الماضي لحل مشكلة حالية.
      • التخطيط للمستقبل: مثل وضع أهداف وخطط لتحقيقها في الأيام القادمة.
      • حل المشكلات: مثل استخدام العقل لإيجاد مخرج من مأزق أو صعوبة.

      أهمية التفكير الإنساني

      التفكير الجيد يحقق للإنسان والمجتمع فوائد عظيمة:

      • المنفعة العملية للفرد: تساعد الفرد على النجاح في مجال التنافس العملي والدراسي.
      • المنفعة العامة للمجتمع: تساعد على إصدار أحكام سليمة وحل المشكلات التي تواجه المجتمع.
      • الصحة النفسية: تمنح الفرد القدرة على التكيف مع المتغيرات، مما يحقق له الراحة النفسية.
      • التحليل والتقويم والنقد: تحمي الفرد من التأثر بالأفكار الخاطئة والهدامة، وتكسبه القدرة على فحص الآراء.

      أساليب التفكير الإنساني

      يستخدم البشر أساليب متنوعة لتفسير الظواهر من حولهم، وتختلف هذه الأساليب في درجة نضجها ودقتها.

      الأسلوب الخرافي

      هو أسلوب بدائي وغير منطقي، يرجع أسباب الظواهر إلى علل ساذجة وغير حقيقية (مثل التمائم والأعمال السحرية).

      الأسلوب الديني

      هو أسلوب إيماني، يربط كل ما يحدث في الكون بقدرة الله الخالق، ويهدف إلى زيادة الإيمان بالله (مثل تفسير تتابع الليل والنهار كدليل على قدرة الله).

      الأسلوب الفلسفي

      هو أسلوب عقلي تأملي شامل، لا يكتفي بالأسباب المباشرة، بل يبحث عن "العلل البعيدة" والمبادئ الأولى للوجود ككل.

      الأسلوب العلمي

      هو أسلوب حسي تجريبي، يبحث عن "العلل القريبة" والمباشرة للظواهر من خلال الملاحظة والتجربة المنهجية.

      العلاقة بين الفلسفة والدين والعلم

      على الرغم من وجود اختلافات بين هذه المجالات الثلاثة، إلا أنها ليست في صراع دائم، بل يمكن أن تتكامل.

      العلاقة بين الفلسفة والدين

      الاتفاق: يشتركان في هدف واحد وهو "تحقيق السعادة" ومعرفة صانع العالم. الدين يدعو لإعمال العقل، والفلسفة تبحث عن الحقيقة.

      الاختلاف: يختلفان في "الموضوع" و "المنهج". فموضوع الدين هو الحقائق الإلهية المنزلة، بينما موضوع الفلسفة هو قضايا إنسانية قابلة للنقاش. ومنهج الدين هو الإيمان والتسليم، بينما منهج الفلسفة هو التأمل العقلي القائم على الحجة.

      العلاقة بين الفلسفة والعلم

      الاختلاف: يختلفان في الموضوع والمنهج والغاية.

      • الموضوع: العلم "جزئي-مادي-حسي" (يدرس ظواهر محددة)، أما الفلسفة فموضوعها "كلي-معنوي-مجرد" (تدرس الوجود ككل).
      • المنهج: العلم "حسي-تجريبي" (يعتمد على التجربة)، أما الفلسفة فمنهجها "عقلي-تأملي-تحليلي".
      • الغاية: العلم يبحث عن "العلل القريبة" (المباشرة)، أما الفلسفة فتبحث عن "العلل البعيدة" (النهائية).

      التكامل: يشتركان في الكشف عن الحقيقة. العلم يقدم الحقائق المادية، والفلسفة تتناول الجوانب المعنوية والأخلاقية المترتبة على هذه الحقائق.

      التفكير الناقد والتفكير الإبداعي

      هما من أرقى أنماط التفكير الإنساني، ويمثلان أدوات ضرورية للتقييم والتطوير.

      التفكير الناقد

      الأهمية: يساعد على فحص الأفكار والمعلومات للوصول إلى حكم موضوعي، واتخاذ قرارات سليمة.

      مهاراته: تشمل "التفسير" (فهم المعنى)، و "الاستدلال" (استخلاص النتائج)، و "التقويم" (إصدار حكم على قوة الحجة).

      خطواته: تبدأ بـ "جمع البيانات"، ثم "تحليل ونقد الآراء"، وتنتهي بـ "البرهنة على صحة الحكم" الذي تم التوصل إليه.

      التفكير الإبداعي

      الأهمية: يساعد على مواجهة التحديات والمشكلات من خلال إيجاد حلول جديدة ومبتكرة.

      مهاراته: تشمل "الطلاقة" (إنتاج أكبر عدد من الأفكار)، و "المرونة" (تغيير زاوية التفكير)، و "الأصالة" (القدرة على إنتاج أفكار جديدة وغير مألوفة).

      خطواته (مراحله): يمر بأربع مراحل هي: "الإعداد" (جمع المعلومات)، ثم "الاحتضان" (فترة كمون)، ثم "الإشراق" (لحظة ولادة الفكرة)، وأخيراً "التحقق" (اختبار الفكرة).

      الفصل الأول التفكير الناقد والتفكير الإبداعي | فلسفه أولى ثانوي 2026

      الفصل الأول التفكير الناقد والتفكير الإبداعي

      بالإضافة إلى أساليب التفكير الأساسية (كالخرافي، الديني، الفلسفي، والعلمي)، يمتلك الإنسان أنماطاً أرقى وأكثر تعقيداً من التفكير، تساعده ليس فقط على فهم العالم، بل على تقييمه وتطويره.

      في هذا الدرس، سنتعرف على نوعين من أهم هذه الأنماط وهما: "التفكير الناقد" الذي يعلمنا كيف نقيم المعلومات ونفحصها، و "التفكير الإبداعي" الذي يعلمنا كيف نأتي بحلول وأفكار جديدة وأصيلة.

      أولاً: التفكير الناقد (تعريفه ومهاراته)

      التفكير الناقد هو قدرة الشخص على التعرف على الافتراضات، واستخلاص النتائج، وتفسير البيانات، وتقويم الحجج المتعلقة بمشكلة أو قضية ما، للوصول إلى أحكام دقيقة وموضوعية.

      مهارة التفسير

      هي القدرة على فهم معنى القضية أو المشكلة وتلخيصها. تتطلب القدرة على رد الأشياء إلى أسبابها الحقيقية.

      مثال: عندما يحدد الباحث الاجتماعي أن سبب ظاهرة العنف الأسري قد يكون مرتبطاً بالفقر أو الإدمان، فإنه يقوم بـ "تفسير" الظاهرة.

      مهارة الاستنتاج (الاستدلال)

      هي عملية عقلية ننتقل فيها من "المعلوم" (المقدمات أو البيانات) إلى "المجهول" (النتيجة). أي استخلاص نتيجة منطقية بناءً على ما هو متاح من معلومات.

      وينقسم الاستدلال إلى نوعين:

      • الاستنباط: وهو الانتقال من قاعدة عامة (الكل) إلى حالة خاصة (الجزء). مثال: "كل المعادن تتمدد بالحرارة" (معلوم)، إذن "الحديد سيتمدد بالحرارة" (مجهول).
      • الاستقراء: وهو الانتقال من حالات خاصة (الجزء) إلى قاعدة عامة (الكل). مثال: "الحديد يتمدد، النحاس يتمدد، الذهب يتمدد" (معلوم)، إذن "كل المعادن تتمدد بالحرارة" (مجهول).

      مهارة التقويم (تقويم الحجج)

      هي القدرة على إصدار حكم حول قيمة الأفكار أو الحجج. تتضمن هذه المهارة فحص الآراء والحجج المقدمة، وتحديد مدى قوتها أو ضعفها، ومدى ارتباطها بالمشكلة، وتمييز الجوانب الإيجابية والسلبية فيها.

      مثال: عند الاستماع إلى نقاش حول قضية التلوث، يقوم المفكر الناقد بـ "تقويم" حجة كل طرف، وتحديد أيها أكثر منطقية ومدعوم بالأدلة.

      خطوات التفكير الناقد

      للوصول إلى حكم دقيق باستخدام التفكير الناقد، يمر الإنسان بخطوات منظمة تساعده على تفكيك المشكلة.

      الخطوة الأولى: جمع البيانات والمعلومات

      هي الخطوة الأولى والأساسية، وتتمثل في جمع كل المعلومات والبيانات المتاحة حول المشكلة أو القضية من مصادرها المختلفة، لفهم جميع جوانبها.

      الخطوة الثانية: فحص الآراء وتحليلها (نقد الآراء)

      بعد جمع المعلومات، تبدأ مرحلة تحليل هذه البيانات ونقد الآراء المتعلقة بها، وتحديد مدى صحتها، وتمييز الرأي الموضوعي من الرأي المتحيز أو غير المدعوم بدليل.

      الخطوة الثالثة: إصدار الحكم (البرهنة)

      هي الخطوة النهائية التي يتم فيها إصدار حكم أو التوصل إلى نتيجة مدعومة بالأدلة والبراهين التي تم فحصها في الخطوات السابقة.

      ثانياً: التفكير الإبداعي (تعريفه ومهاراته)

      التفكير الإبداعي هو عملية عقلية تهدف إلى اكتشاف علاقات جديدة، ووضع حلول أصيلة وغير تقليدية، وصياغة أفكار جديدة بناءً على عناصر موجودة مسبقاً. إنه تفكير يتسم بالجدة والأصالة.

      مهارة الأصالة

      "الأصالة" هي القدرة على إنتاج أفكار جديدة، مبتكرة، وغير مألوفة أو شائعة. هي عكس "التقليد". كلما كانت الفكرة نادرة وغير مسبوقة، كلما زادت درجة أصالتها.

      مهارة الطلاقة

      "الطلاقة" هي القدرة على إنتاج "أكبر عدد ممكن" من الأفكار أو الحلول أو الاستجابات لمشكلة معينة في فترة زمنية محددة. هنا، "الكم" هو المهم وليس "الكيف".

      مثال: أن تطلب من شخص ذكر أكبر عدد من الاستخدامات الممكنة لعلبة كرتون فارغة.

      مهارة المرونة

      "المرونة" هي القدرة على تغيير زاوية التفكير أو الحالة الذهنية بسهولة عند مواجهة مشكلة. هي عكس "الجمود الفكري" أو التمسك بفكرة واحدة.

      مثال: القدرة على التفكير في بدائل مختلفة لحل مشكلة ما، وعدم التوقف عند فشل الحل الأول.

      مهارة الحساسية للمشكلات

      هي مهارة الوعي بوجود مشكلات أو نقاط ضعف في الموقف أو النظام الحالي، حتى لو لم يلاحظها الآخرون. الشخص المبدع يرى "المشكلة" في الأشياء التي تبدو عادية لغيره.

      خطوات (مراحل) التفكير الإبداعي

      لا يأتي الإبداع فجأة، بل هو عملية تمر بأربع مراحل متتابعة، كما يتضح من قصة "أرشميدس" واكتشافه لقانون الطفو.

      مرحلة الإعداد والتهيئة

      هي مرحلة جمع البيانات والمعلومات حول المشكلة وفهمها وتحديدها بدقة.

      (مثال أرشميدس): تمثلت هذه المرحلة في تحديد المشكلة، وهي: كيف يمكن معرفة ما إذا كان تاج الملك مصنوعاً من الذهب الخالص أم مخلوطاً بالفضة، "دون إتلاف التاج"؟

      مرحلة الاحتضان

      هي فترة "الكمون" أو "الخمول" الظاهري، حيث يترك العقل الباطن المشكلة لتتفاعل وتختمر. قد يبدو الشخص وكأنه نسي المشكلة، لكن عقله يعالجها في الخلفية.

      (مثال أرشميدس): هي الفترة التي قضاها أرشميدس يفكر في المشكلة دون جدوى، ويحاول إيجاد حل.

      مرحلة الإشراق (الولادة)

      هي اللحظة الحاسمة التي "تنبثق" فيها الفكرة أو الحل فجأة. إنها لحظة "يوريكا!" (وجدتها!).

      (مثال أرشميدس): عندما لاحظ أرشميدس أثناء استحمامه أن منسوب الماء ارتفع عند غمر جسمه فيه، أدرك (إشراق) أن حجم الماء المزاح يساوي حجم الجسم المغمور، وأن هذا هو مفتاح الحل.

      مرحلة التحقق

      هي المرحلة الأخيرة التي يتم فيها اختبار الفكرة الجديدة (التي جاءت بالإشراق) للتأكد من دقتها وقيمتها.

      (مثال أرشميدس): قام أرشميدس بـ "التحقق" من فكرته، عن طريق غمر التاج في الماء، وغمر كتلة من الذهب الخالص مساوية له في الوزن، ومقارنة حجم الماء المزاح في الحالتين، ليثبت أن التاج كان مغشوشاً.

      الفصل الأول الفلسفة والدين والعلم | فلسفه أولى ثانوي

      الفصل الأول الفلسفة والدين والعلم

      يتناول هذا الدرس العلاقة بين ثلاثة من أهم مجالات المعرفة الإنسانية التي سعى الإنسان من خلالها إلى فهم نفسه والعالم من حوله، وهي: الفلسفة، والدين، والعلم.

      سنتعرف على طبيعة كل مجال، وأوجه الاتفاق والاختلاف بينها، وكيف أن هذه المجالات ليست في صراع دائم، بل يمكن أن تتكامل لتمنح الإنسان رؤية أعمق وأشمل للحقيقة والوجود.

      العلاقة بين الفلسفة والدين

      لا يوجد تعارض جوهري بين الفلسفة الحقيقية والدين الحق، فكلاهما يبحث عن الحقيقة ويسعى لفهم العالم. الدين هو مجموعة الحقائق الإلهية التي أوحى بها الله لأنبيائه، والفلسفة هي الجهد العقلي البشري لفهم هذه الحقائق وفهم طبيعة الوجود.

      نقاط الاتفاق بين الفلسفة والدين

      تتفق الفلسفة والدين في الهدف النهائي، وهو "معرفة صانع العالم" وتحقيق السعادة للإنسان.

      الدين الإسلامي، على سبيل المثال، حث في مواضع كثيرة في القرآن الكريم على "إعمال العقل" والتأمل في الكون، وهو جوهر الفلسفة. يقول تعالى: ﴿قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [يونس: ١٠١].

      وقد حاول كثير من الفلاسفة (مثل الكندي في الإسلام، وتوما الإكويني في المسيحية) التوفيق بين الفلسفة والدين، مؤكدين أنهما مصدران للمعرفة يكمل كل منهما الآخر. ولعل أشهر من عبر عن هذه العلاقة هو الفيلسوف "ابن رشد" حين قال: "إن الحكمة (الفلسفة) هي صاحبة الشريعة (الدين) والأخت الرضيعة لها"، و "الحق لا يضاد الحق، بل يوافقه ويشهد له".

      أوجه الاختلاف بين الفلسفة والدين

      على الرغم من اتفاقهما في الغاية، إلا أن الفلسفة والدين يختلفان في "الموضوع" الذي يتناولانه و "المنهج" الذي يتبعانه للوصول إلى الحقيقة.

      الاختلاف من حيث الموضوع

      الفلسفة: تهتم بدراسة قضايا إنسانية يمكن للعقل البشري الخوض فيها وإدراكها (مثل قضايا المعرفة، الجمال، الأخلاق، السياسة).

      الدين: يركز حول علاقة الإنسان بالله وعلاقته بالعالم، ويهتم بالحقائق الإلهية المطلقة التي تأتي عن طريق الوحي، والتي قد تكون فوق مستوى الإدراك الحسي المباشر.

      الاختلاف من حيث المنهج (الطريقة)

      الفلسفة: تقوم على ما يقرره "العقل" البشري. منهجها هو "التأمل العقلي" والتحليل المنطقي والحوار، وهي تقبل الشك وتعتمد على الإقناع القائم على الأدلة العقلية.

      الدين: يقوم على "الإيمان" و "التسليم" بالحقائق المنزلة من الله عن طريق الوحي. منهجه هو الإيمان بالكتب المقدسة والأنبياء، ويؤكد على اليقين والثقة في المصدر الإلهي.

      العلاقة بين الفلسفة والعلم

      كانت الفلسفة في الماضي تُعرف بـ "أم العلوم"، حيث كانت تشمل تحت مظلتها كل المعارف الإنسانية من رياضيات وطبيعة وفلك وغيرها. وكان الفيلسوف عالماً موسوعياً (مثل أرسطو).

      استقلال العلوم عن الفلسفة

      مع تطور المناهج التجريبية القائمة على الملاحظة والتجربة في العصر الحديث، بدأت العلوم المختلفة تستقل عن الفلسفة تباعاً، حيث أصبح لكل علم موضوعه ومنهجه الخاص.

      لكن هذا الاستقلال لا يعني الانفصال التام، فالعلاقة بين الفلسفة والعلم ما زالت قوية وضرورية.

      أوجه الاختلاف بين الفلسفة والعلم

      يكمن الاختلاف الرئيسي بين الفلسفة والعلم في "الموضوع" الذي يدرسه كل منهما، و "المنهج" الذي يتبعه، و "الغاية" التي يسعى إليها.

      الاختلاف من حيث الموضوع

      العلم: موضوعه "جزئي ومادي وحسي". يدرس ظواهر محددة ومادية يمكن ملاحظتها وقياسها (مثل دراسة علم النبات لنمو النباتات، أو دراسة الفيزياء لحركة الأجسام).

      الفلسفة: موضوعها "كلي ومعنوي ومجرد". تدرس الوجود ككل، وتبحث في قضايا مجردة لا يمكن إخضاعها للتجربة (مثل أصل الوجود، ومعنى العدالة، وماهية الجمال).

      الاختلاف من حيث المنهج

      العلم: منهجه "حسي تجريبي". يعتمد على "الملاحظة" و "الفرضيات" و "التجربة" للوصول إلى قوانين علمية تفسر الظواهر.

      الفلسفة: منهجها "عقلي تأملي تحليلي". تعتمد على "التأمل العقلي" والتحليل المنطقي للأفكار والمفاهيم للوصول إلى الحقيقة.

      الاختلاف من حيث الغاية (الهدف)

      العلم: غايته الوصول إلى "العلل القريبة" (الأسباب المباشرة) للظواهر. فالعلم يفسر "كيف" تحدث الأشياء (مثال: كيف ينمو النبات بوجود الماء والضوء).

      الفلسفة: غايتها الوصول إلى "العلل البعيدة" (الأسباب النهائية والمبادئ الأولى). فالفلسفة تبحث في "لماذا" تحدث الأشياء (مثال: لماذا يوجد نمو من الأساس؟ وما هي طبيعة الحياة؟).

      التكامل بين الفلسفة والعلم

      العلاقة بين الفلسفة والعلم ليست علاقة خصومة أو انفصال، بل هي علاقة "تكامل". فكل طرف يكمل الآخر ويقدم له ما ينقصه.

      كيف يكمل كل منهما الآخر؟

      يشترك كلاهما في هدف "الكشف عن الحقيقة". العلم يكشف عن حقائق الوجود المادي، والفلسفة تبحث في القضايا المعنوية والميتافيزيقية.

      العلم يقدم للفلسفة المادة الخام التي تتأمل فيها، والفلسفة تقدم للعلم المبادئ والأسس التي ينطلق منها.

      أمثلة على التكامل:

      • الثورة العلمية في مجال الطب (مثل زراعة الأعضاء والتلقيح الصناعي) فتحت الباب أمام "الفلسفة" لمناقشة الإشكاليات الأخلاقية والقانونية لهذه الإنجازات (وهو ما يُعرف بفلسفة العلم أو البيوتيقا).
      • كثير من العلماء الكبار (مثل ألكسندر كويري) كانوا فلاسفة أيضاً، واستندوا إلى أفكار ميتافيزيقية لبناء نظرياتهم العلمية.
      • الفيلسوف "ديكارت" اعتمد على ما توصل إليه العالم "جاليليو" من اكتشافات علمية ليبني فلسفته.

      شرح أساليب الفكر الإنساني - فلسفه ومنطق أولى ثانوي

      الفصل الأول أساليب التفكير الإنساني

      الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعبر عن تفكيره بسلوك واعٍ وطرق منظمة. لكن الطريقة التي يعبر بها الإنسان عن تفكيره ليست واحدة، بل تختلف وتتنوع. هذا التنوع يُعرف بـ "أساليب التفكير".

      "أسلوب التفكير" هو الطريقة المختلفة التي يعبر بها الإنسان عن تفكيره، أو النمط الذي يستخدمه لمعالجة المعلومات وحل المشكلات. تختلف هذه الأساليب من شخص لآخر ومن عصر لآخر، بناءً على المستوى الثقافي والعلمي ومدى النضج العقلي. في هذا الدرس، سنتعرف على أهم أساليب التفكير التي يستخدمها البشر لتفسير العالم من حولهم.

      أساليب الفكر الإنساني

      هو نمط من التفكير البدائي الذي يلجأ إلى تفسير الظواهر والأحداث بأسباب غير حقيقية، وساذجة، وغير منطقية.

      خصائص الأسلوب الخرافي

      يعتمد هذا الأسلوب على ربط الظواهر بقوى غيبية أو خيالية لا علاقة لها بالواقع. إنه تفكير غير منظم وسطحي، لا يبحث عن الأسباب الحقيقية، بل يكتفي بتفسيرات جاهزة تعتمد على الخيال والأساطير.

      مثال: تفسير ظاهرة البرق والرعد بأنها غضب من الآلهة، أو تفسير مرض معين بأنه "لعنة" أو "عمل سحري".

      الأسلوب الديني (الإيماني)

      هو أسلوب تفكير إيماني يربط كل ما يحدث في الكون بالقدرة الإلهية، ويهدف إلى زيادة إيمان الفرد بالله الخالق.

      خصائص الأسلوب الديني

      يبحث هذا الأسلوب عن السبب النهائي والأسمى وراء كل ظاهرة، ويرجعه إلى قدرة الله وحكمته. إنه لا يتعارض بالضرورة مع العلم، ولكنه يركز على الجانب الإيماني والروحي للظواهر.

      أمثلة:

      • تفسير تتابع الليل والنهار بأنه دليل على قدرة الله وتنظيمه المحكم للكون.
      • تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف بأنها من الآيات الكونية التي تظهر عظمة الله.
      • إرجاع ظاهرة إنبات الزرع في الأرض بعد جفافها إلى رحمة الله وقدرته على إحياء الموتى.

      الأسلوب الفلسفي (التأملي)

      هو أسلوب يتميز بالنزعة العقلية التأملية، ويهدف إلى فهم الحقيقة الكلية والشاملة للعالم.

      خصائص الأسلوب الفلسفي

      على عكس الأسلوب العلمي الذي يبحث عن "العلل القريبة" (الأسباب المباشرة)، يسعى الأسلوب الفلسفي إلى كشف "العلل البعيدة" (الأسباب النهائية وغير المباشرة) للظواهر.

      إنه تفكير "شامل"، يحاول ربط الظواهر الجزئية ببعضها البعض ليصل إلى حقيقة كلية تفسر أصل الوجود ومصيره ومكانة الإنسان فيه.

      مثال: ظاهرة نمو النبات لا يتوقف فيها الفيلسوف عند التفسير العلمي (السبب المباشر)، بل يتجاوزه للتساؤل عن أصل الحياة، وماهية النمو، وعلاقة الكائنات ببعضها، وأصل الكون نفسه.

      الأسلوب العلمي (الحسي التجريبي)

      هو أسلوب التفكير المنظم الذي يبحث عن "الأسباب المباشرة" (العلل القريبة) للظواهر، باستخدام المنهج التجريبي القائم على الملاحظة الحسية والتجربة.

      خصائص الأسلوب العلمي

      يهدف الأسلوب العلمي إلى الوصول إلى تفسيرات موضوعية وقوانين عامة يمكن التحقق منها. إنه تفكير منطقي ومنظم يهدف إلى فهم الظواهر والتحكم فيها وتسخيرها لخدمة الإنسان.

      أمثلة:

      • تفسير ظاهرة البرق والرعد بأنها تحدث نتيجة تفريغ الشحنات الكهربائية في السحب.
      • تفسير الأطباء لأسباب الأمراض بأنها ترجع إلى جراثيم أو فيروسات محددة.
      • اكتشاف العلماء أن سبب تمدد المعادن هو تعرضها للحرارة.

      تطور هذا الأسلوب بشكل كبير في العصر الحديث، بفضل التقدم التكنولوجي الذي أتاح أدوات جديدة للقياس والملاحظة الدقيقة، مثل الميكروسكوب والتلسكوب.

      مثال شامل: تفسير ظاهرة الزلازل

      يمكن فهم الفروق بين الأساليب الأربعة بوضوح عند تطبيقها على ظاهرة واحدة، مثل "الزلازل".

      تفسير الزلزال من منظور كل أسلوب

      • الأسلوب الخرافي: يفسر الإنسان البدائي الزلزال بأن ثوراً ضخماً يحمل الكرة الأرضية على أحد قرنيه، وعندما يتعب ينقلها إلى القرن الآخر فتحدث الهزة الأرضية.
      • الأسلوب الديني: يفسر الزلزال بأنه دليل على قدرة الله المطلقة وتحكمه الكامل في الكون، وقد يكون آية لتذكير الناس بقدرته أو ابتلاءً لهم.
      • الأسلوب العلمي: يفسر الزلزال بأنه يحدث نتيجة انكسار الكتل الصخرية في القشرة الأرضية، بسبب تعرضها لضغط شديد، فتتحرر الطاقة المختزنة على شكل هزات أرضية.
      • الأسلوب الفلسفي: لا يكتفي الفيلسوف بالتفسير العلمي، بل يتأمل في ظاهرة الزلزال ويربطها ببقية الظواهر الطبيعية (البراكين، تعاقب الليل والنهار...)، ويعتبرها كلها دلالة على الحركة والتغير الدائم في الوجود.

      الفصل الأول التفكير الإنساني | فلسفه أولى ثانوي

      الفصل الأول معنى التفكير الإنساني وأهميته

      يُعد التفكير هو الهبة العظمى التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان، وميزه بها عن سائر الكائنات. فالتفكير عملية فطرية وطبيعية يقوم بها الإنسان دون تعلم مقصود، تماماً كما يبصر ويسمع.

      من خلال التفكير، يبني الإنسان "خريطة ذهنية" للعالم المحيط به، ويستخدمها كوسيلة لفهم هذا العالم، وتفسير مواقفه، والتخطيط لمستقبله، وحل المشكلات التي تواجهه.

      ما المقصود بالتفكير الإنساني؟

      التفكير هو عملية ذهنية معقدة لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، بل نستدل عليها من خلال السلوك الظاهري.

      التعريف الاصطلاحي للتفكير

      يُعرّف التفكير بأنه: "مجموعة العمليات العقلية الراقية التي يقوم بها الإنسان مستهدفاً حل مشكلة ما أو تفسير موقف غامض يواجهه".

      عندما يتعرض الفرد لموقف يتحدى خبراته، يبدأ العقل البشري في ممارسة عدة أنشطة ذهنية (غير مرئية) بهدف تفسير هذا الموقف أو إيجاد حل للمشكلة.

      كيف تحدث عملية التفكير؟

      لا يحدث التفكير من فراغ، بل يبدأ دائماً بمثيرات خارجية يستقبلها الإنسان.

      آلية عمل التفكير

      تتم عملية التفكير عبر سلسلة من الخطوات المتتابعة:

      • المثيرات (الاستقبال): يبدأ الموقف عندما يتعرض الإنسان لـ "مثير" خارجي يتم استقباله عن طريق "الحواس" (السمع، البصر، اللمس...).
      • المخ البشري (المعالجة): تقوم الحواس بنقل هذه المثيرات إلى "المخ البشري" (مركز التحكم).
      • الأنشطة الذهنية: يبدأ المخ البشري في ممارسة مجموعة من الأنشطة الذهنية (غير المرئية) مثل الفهم، التذكر، التحليل، والربط.
      • تفسير الموقف: تنتهي هذه الأنشطة بـ "تفسير" الموقف أو المثير، أو إيجاد حل للمشكلة المطروحة.

      خصائص (تطبيقات) التفكير الإنساني

      نحن نمارس التفكير في مختلف مواقف حياتنا اليومية. ويمكن تحديد أربع حالات رئيسية يظهر فيها النشاط العقلي بوضوح:

      تنظيم التفكير

      يظهر هذا عندما يتمكن الفرد من ترتيب أفكاره وتنسيقها لتحقيق هدف معين.

      مثال: الطالب الذي ينظم أفكاره ويضع جدولاً للمذاكرة ويجيب على أسئلة الامتحانات بتسلسل منطقي، يُوصف بأنه "منظم التفكير".

      تذكر (استدعاء) الماضي

      يتمثل في قدرة العقل على استدعاء الخبرات والمعلومات المخزنة في الذاكرة لاستخدامها في الموقف الحالي.

      مثال: عندما تتذكر قاعدة نحوية تعلمتها في الماضي لحل سؤال في الإعراب، أو عندما تتذكر رقم هاتف والدك، أو قانوناً فيزيائياً لحل مسألة.

      التخطيط للمستقبل (أحداث قادمة)

      هو عملية رسم خريطة ذهنية للمستقبل وتحديد أهداف محددة وخطوات لتحقيقها، بناءً على الخبرات الحالية والماضية.

      مثال: عندما تفكر في الكلية التي ترغب في الالتحاق بها وتخطط لمستقبلك المهني، أو عندما تضع الدولة "رؤية مصر ٢٠٣٠" لتحقيق التنمية.

      حل المشكلات (تفسير الموقف للتغلب على الصعوبات)

      يظهر هذا النشاط عندما يواجه الفرد عقبة أو صعوبة، فيبدأ في استخدام مهاراته الذهنية وخبراته السابقة للوصول إلى حل.

      مثال: قيام الدولة بإنشاء الكباري لحل مشكلة التكدس المروري، أو إطلاق مبادرة "١٠٠ مليون صحة" للقضاء على فيروس سي.

      أهمية التفكير الإنساني (للفرد والمجتمع)

      لا يقتصر التفكير على كونه نشاطاً ذهنياً، بل هو أداة أساسية لتحقيق منافع كبرى للفرد الذي يمارسه والمجتمع الذي يعيش فيه.

      المنفعة العملية للفرد

      التفكير الجيد يساعد الفرد على الدخول في "مجال التنافس" مع الآخرين والنجاح فيه بفاعلية.

      مثال: الطالب الذي يفكر جيداً في اختيار التخصص الجامعي المناسب لقدراته وميوله، يتمكن من التفوق فيه لاحقاً. الطبيب الذي يطور مهاراته باستمرار ينجح في مجال عمله.

      المنفعة العامة (للمجتمع)

      عندما يمتلك أفراد المجتمع مهارات التفكير الجيد، فإنهم يساهمون في "إصدار الأحكام" السليمة و "حل المشكلات" التي تواجه مجتمعهم.

      مثال: قيام مدير في شركة بوضع نظام جديد يحسن من كفاءة العمل ويزيد الإنتاج للجميع.

      الصحة النفسية

      التفكير السليم يمنح الفرد "القدرة على التكيف" مع الأحداث والمتغيرات المحيطة به.

      مثال: الشخص الذي ينتقل إلى بيئة عمل جديدة أو جامعة جديدة، ويستخدم التفكير للتأقلم مع الزملاء الجدد والنظام الجديد، فإنه يشعر بـ "الراحة النفسية".

      القدرة على التحليل والتقويم والنقد

      التفكير الجيد، وخاصة "التفكير الناقد"، يحمي الفرد من التأثر بأفكار الآخرين الهدامة أو الخاطئة.

      مثال: الشخص الذي يفحص الأفكار التي تُعرض عليه ويرفض المعتقدات الخاطئة أو الأفكار المتطرفة (مثل التعصب الفكري) بناءً على مبررات عقلية، فإنه يمتلك قدرة على النقد.

      Pages